فلم يقم إليه أحد. فقام علي عليه السلام دفعة ثانية، قال: أنا له يا رسول الله، فأمره بالجلوس.
فجال عمرو بفرسه مقبلا مدبرا. جاءت عظماء الأحزاب، ووقفت من وراء الخندق، ومدت أعناقها تنظر، فلما رأى عمرو: أن أحدا لا يجيبه قال:
ولقد بححت من النداء * يجمعهم هل من مبارز ووقفت مذجبن المشجع * موقف القرن المناجز إني كذلك لم أزل * متسرعا قبل الهزاهز إن الشجاعة في الفتى * والجود من خير الغرائز فقام علي عليه السلام، فقال: يا رسول الله ائذن لي في مبارزته. فلما طال نداء عمرو بالبراز، وتتابع قيام أمير المؤمنين عليه السلام، قال له رسول الله: ادن مني يا علي فدنا منه، فقلده سيفه (ذا الفقار)، ونزع عمامته من رأسه، وعممه بها، وقال: إمض لشأنك.
فلما انصرف قال: اللهم أعنه عليه (1).
ولكن ابن شهرآشوب قال: إن عمروا جعل يقول: هل من مبارز؟! والمسلمون يتجاوزون عنه.