الاستراتيجية والهامة له. فكان تجميع النساء والأطفال في الآطام من شأنه ان يسهل أمر حمايتهم من اي اعتداء، مع كونه يهئ للمسلمين جوا من الطمأنينة وتمركزا في مواضع الاهتمام والتحرك لودهم أمر..
كما أنه لا بد من الاحتياط للامر، وعدم الاكتفاء بالحراسة الثابتة والمتنقلة. فوضع فيما بينه وبين النساء رمزا يمكن الاستفادة منه لافشال أية محاولة تستهدفهن وحين يرين ان الحالة الأمنية غير مؤايتة، مع عدم وجود أحد يمكن الاعتماد عليه في المواجهة ودفع غائلة العدو قال (صلى الله عليه وآله) لهن: " ان لم يكن أحدا فالمعن بالسيف " ويلاحظ هنا: انه (صلى الله عليه وآله) قد اعتمد في الأسلوب، ولم يطلب منهن الصراخ والاستغاثة ونحوها مما يمثل إثارة عاطفية للمقاتلين والمسلمين، وقد نشأ عنها حالة من التضعضع والإرباك وانشغال الخواطر إلى درجة الاخلال بالنشاط الحربي المطلوب، في مواجهة احزاب الشرك في الجهة الأخرى 4 - وغني عن القول أخيرا: ان بني واقف كانوا يخطئون في ترددهم إلى أهليهم بانصاف النهار بلا سلاح، وقد يطمع ذلك العدو فيهم، وقد يفاجؤهم العدو وهم على غير استعداد فتقع الكارثة أضف إلى ذلك أنه لا بد من الابتعاد عن النساء والأطفال في أيام الحرب، لان ذلك يثبط من عزائم المقاتلين ويشدهم إلى الأرض ويمنعهم من السمو في تفكيرهم وفي طموحاتهم وتصبح التضحيات واقتحام الأهوال، والصبر على المكاره أكثر صعوبة عليهم، وأشد وقعا على نفوسهم، ويهيؤهم نفسيا للابتعاد عن مواطن الخطر، أو التعب والضرر، ولو كان ذلك بتوطين أنفسهم على مواجهة عار