قال دحلان: " وهو من كلام بعض أصحابه يتمثل به. أو من كلامه بناء على أن الرجز ليس بشعر. أو ان الشعر شرطه أن يكون مقصودا كونه شعرا موزونا. أما إذا خرج موزونا بلا قصد، فلا يسمى شعرا " (1) ونقول:
إن بعض الناس حسبما تقدم، وكما هو مذكور في كتب التفسير، في تفسير قوله تعالى: * (وما علمناه الشعر، وما ينبغي له، إن هو إلا ذكر وقرآن مبين) * (2) يريد أن يدعي: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم غير قادر على التفوه بكلام موزون، أو أن الرجز ليس بشعر. أو ما إلى ذلك..
ولكنها دعاوى ليست على درجة من القوة والاستقامة، فان المراد بالآية الكريمة * (وما علمناه الشعر وما ينبغي له) *: أنه صلى الله عليه وآله ليس بشاعر، بمعنى أنه ليس لديه ملكة الشعر، لا انه يعسر عليه التكلم بشعر غيره والنطق به. ولا حاجة بعد هذا إلى دعوى: أن الرجز ليس بشعر، كما لا حاجة إلى اشتراط القصد أو عدمه في إيراد الشعر الموزون. فان النظر هو إلى ملكة الشعر الذي يتضمن الانسياق وراء الأوهام والتخيلات، والمبالغات، والتصويرات غير الواقعية بالإضافة إلى الوزن والموسيقى. وفقا لما أشار إليه تعالى بقوله:
* (والشعراء يتبعهم الغاوون، ألم تر أنهم في كل واد يهيمون، وأنهم