صاحبه مسعود بن كلداسن فأطاعه قبائل هسكورة وهزوجة وبعثوا إليه عزوز بن بيورك كبير صنهاجة في ناحية أزمور وكان منحرفا عن طاعة المرتضى إلى حملة يعقوب ابن عبد الحق ووفد عليه جماعه من السادة والموحدين والجند والنصارى وارتاب المرتضى بمسعود بن كانون شيخ سفيان وبإسماعيل بن قيطون شيخ بنى جابر فتقبض عليهما واعتقلهما وسار الكثير من قومهما إلى أبي دبوس وقتل إسماعيل بن يقطون معتقله فانتقض أخوه ثائرا ولحق بهم وحذر علوش بن كانون مثلها على أخيه فاتبعهم وزحف أبو العلى إلى مراكش ولما بلغ اغمات وجد بها الوزير أبا يزيد بن بكيت في عساكر حمايتها فناجزه الحرب فانهزم ابن بكيت وقتل عامة أصحابه وسار أبو دبوس إلى مراكش وأغار علوش بن كانون على باب الشريعة والناس في صلاة الجمعة وركز رمحه بمصراعه ودخلت سنة خمس وستين والمرتضى بمراكش غافر عن شأن أبى دبوس والأسوار خالية من الحراس والحامية وقصد أبو دبوس باب اغمات فتسور البلد من هنا لك ودخلها على حين غفلة وقصد القصبة فدخلها من باب الطبول وفر المرتضى ومعه الوزير أبو زيد بن يعلو الكومي وأبو موسى بن عزوز الهنتاتي فلحقوا بهنتاتة وألفوهم فأذعنوا بطاعتهم فرحل إلى كدميوة ومر في طريقه بعلى بن زكدان الونكاسى كان نزع إليه عن قومه ولم يفد عليه بعد فنزل به المرتضى ورحل معه إلى كدميوة وكان فيها وزيره أبو زيد عبد الرحمن ابن عبد الكريم فأراد النزول عليه فمنعه ابن سعد الله وسار إلى شفشاوة ووجد بها عددا من الظهر فمنحها علي بن زكدان وكتب إلى ابن وانودين بمعسكره من خاصته والى ابن عطوش بمعسكره من ركراكة باللحاق به فأقلعا إلى الحضرة وخاطب أبو دبوس علي بن زكدان يرغبه في القدوم عليه فارتاب المرتضى لذلك ولحق بأزمور فقبض عليه واليها ابن عطوش وكذا صهره واعتقله وطير بالخبر إلى أبي دبوس فأمر وزيره السيد أبا موسى ان يكاتبه كيف أماكن الذخيرة فأجابه بإنكار ان يكون ذخر شيئا عندهم والحلف على ذلك وسألهم بالرحم فعطف أبو دبوس عليه وجنح إلى الأهل وبعث وزيره السيد أبا موسى ومسعود بن كانون في ازعاجه إليه ثم بدا له في استحيائه بإشارة بعض السادة فكتب خطه إلى السيد أبى موسى بقتله فقتله واستقل أبو دبوس بالأمر وتلقب الواثق بالله والمعتمد على الله واستوزر السيد أبا موسى وأخاه السيد أبا زيد وبذل العطاء ونظر في الولايات ورفع المكوس عن الرعية وحدث بينه وبين مسعود بن كلداسن وحشة فارتحل إليه لازالتها وقدم عبد العزيز بن عطوش سفيرا إليه في ذلك وبلغه أن يعقوب ابن عبد الحق نزل تامسنا فأوفد عليه حميد بن مخلوف الهسكوري بهدية فقبلها وأكد بينهما العهد وانكفأ راجعا إلى وطنه ورجع حميد إلى الواثق ووافق وصول عبد العزيز
(٢٦١)