ابن جميل زيان بن أبي الحمالات مدافع بن أبي الحجاج بن سعد بن مردنيش بملك بلنسية وغلب عليها السيد أبو زيد وأبو حفص وذلك عند خمود ريح عبد المؤمن بالأندلس وخروج ابن هود وثورة ابن الأحمر بأرجونة واضطراب الأندلس بالفتنة وأسف الطاغية إلى ثغور الأندلس من كل جانب وزحف ملك أرغون إلى بلنسية فحاصرها وكانت للعدو سنة ثلاث وثلاثين سبع محلات لحصار المسلمين اثنان منها على بلنسية وجزيرة شقر وشاطبة ومحلة بجيان ومحلة بلطسيرة ومحلة بمرسية ومحلة بليلة وأهل جنوة من وراء ذلك على سبتة ثم تملك طاغية قشتالة مدينة قرطبة وظفر طاغية أرغون بكثير من حصون بلنسية والجزيرة وبنى حصن أنيسة لحصار بلنسية وأنزل بها عسكره وانصرف فاعتزم زيان ابن مردنيش على غزو من بقي بها من عسكره وانتفر أهل شاطبة وشقر وزحف إليهم فانكشف المسلمون وأصيب أكثرهم واستشهد أبو الربيع بن سالم شيخ المحدثين بالأندلس وكان يوما عظيما وعنوانا على أخذ بلنسية ثم ترددت عليها سرايا العدو ثم زحف إليها طاغية أرغون في رمضان سنة خمس وثلاثين فحاصرها واستبلغ في نكايتها وكان عبد المؤمن بمراكش قد فشل ريحهم وظهر أمر بنى أبى حفص بإفريقية فأمل ابن مردنيش وأهل شرق الأندلس الأمير أبا زكريا للكرة وبعثوا إليه بيعتهم وأوفد عليه ابن مردنيش كاتبه الفقيه أبا عبد الله بن الابار صريخا فوفد وأدى بيعتهم في يوم مشهود بالحضرة وأنشد في ذلك المحفل قصيدته على روى السين يستصرخه فيها للمسلمين وهي هذه أدرك بخيلك خيل الله أندلسا * ان الشهيد إلى منحاتها درسا وهب لنا من عزيز النصر ما التمست * فلم يزل منك عز النصر ملتمسا وحاش ممن تعانيه حشاشتها * فطال ما ذاقت البلوى صباح ما يا للجزيرة أضحى أهلها جزرا * للنائبات وأمسى جدها تسعا في كل شارقة امام بائقة * يعود مأتمها عند العدا عرسا وكل غاربة إجحاف نائبة * تثنى الأمان حذارا والسرور أسا تقاسم الروم لا نالت مقاسمهم * ولا عقائلهم المحجوبة الأنسا وفى بلنسية منها وقرطبة * ما يذهب النفس أو ما ينزف النفسا مدائن حلها الاشراك مبتسما * جولان وارتحل الاسلام منبئسا وصيرتها العوادي الحادثات بها * يستوحش الصرف منها ضعف ما أنسا يا للمساجد عادت للعدا بيعا * وللنداء يرى أنباؤها جرسا لهفا عليها إلى استرجاع فائتها * مدارسا للمثاني أصبحت درسا
(٢٨٣)