فعن النبي (صلى الله عليه وآله): " إذا أمرتكم بشئ فأتوا منه ما استطعتم " (1).
وعن علي (عليه السلام): " الميسور لا يسقط بالمعسور " (2)، و " ما لا يدرك كله لا يترك كله " (3).
وضعف أسنادها مجبور باشتهار التمسك بها بين الأصحاب في أبواب العبادات، كما لا يخفى على المتتبع (4).
نعم، قد يناقش في دلالتها:
أما الأولى، فلاحتمال كون " من " بمعنى الباء أو بيانيا، و " ما " مصدرية زمانية (5).
وفيه: أن كون " من " بمعنى الباء مطلقا وبيانية في خصوص المقام مخالف للظاهر بعيد، كما لا يخفى على العارف بأساليب الكلام.
والعجب معارضة هذا الظاهر (6) بلزوم تقييد الشئ - بناء على المعنى المشهور - بما كان له أجزاء حتى يصح الأمر بإتيان ما استطيع منه، ثم تقييده بصورة تعذر إتيان جميعه، ثم ارتكاب التخصيص فيه بإخراج ما لا يجري فيه هذه القاعدة اتفاقا، كما في كثير من المواضع،