وقد خرجنا في الكلام في النبوي الشريف عما يقتضيه وضع الرسالة.
ومنها: قوله (عليه السلام): " ما حجب الله علمه عن العباد فهو موضوع عنهم " (1).
فإن المحجوب حرمة شرب التتن، فهي موضوعة عن العباد.
وفيه: أن الظاهر مما حجب الله علمه ما لم يبينه للعباد، لا ما بينه واختفى عليهم بمعصية (2) من عصى الله في كتمان الحق أو ستره، فالرواية مساوقة لما ورد عن مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام): " إن الله تعالى حد حدودا فلا تعتدوها، وفرض فرائض فلا تعصوها، وسكت عن أشياء لم يسكت عنها نسيانا فلا تتكلفوها، رحمة من الله لكم " (3).
ومنها: قوله (عليه السلام): " الناس في سعة ما لم يعلموا " (4).
فإن كلمة " ما " إما موصولة أضيف إليه السعة وإما مصدرية ظرفية، وعلى التقديرين يثبت المطلوب.
وفيه: ما تقدم في الآيات (5): من أن الأخباريين لا ينكرون عدم