بدون دعاء وختم أنه لا يحترم وقد يفهم ذلك من " الروضة (1) " وهو مخالف لما ستسمعه عن التنقيح ولفحاوى أخبار تناول التربة حيث أفادت النهي عن الاستخفاف بها والأمر بجعلها في خرقة نظيفة إلا أن تقول إن ذلك إنما ورد فيما ذكر فيه الدعاء ونحوه ولم يرد ذلك في غير ذلك.
وأما الاستشفاء بالجميع فمما لا ريب فيه. وربما يستشكل فيما أخذ من خارج القدر والحرم ووضع على الضريح، لكن ظاهر " المهذب (2) " وصريح " التنقيح (3) " وحاشية " الروضة (4) " أنه مما يستشفى به. وقد يقال: إنه إذا ثبت له الاحترام العظيم وصار كالمصحف أو الضريح فليكن بالأولى أن يستشفى به فتأمل، إذ الأصل الحرمة.
هذا، وفي " التنقيح (5) " أنه ورد (6) متواترا بأن الشفاء في تربته وكثرة الثواب بالتسبيح بها والسجود عليها ووجوب تعظيمها وكونها دافعة للعذاب عن الميت وأمنا من المخاوف وأنه يحرم الاستنجاء بها.
فقد نقل التواتر على وجوب تعظيمها من دون تخصيص بأحد الثلاثة ومن دون تقييد بقصد التعظيم وهذا يقضي باحترام آجرها وأباريقها وغيرها. ولعله إلى ذلك كان ينظر الأستاذ (7) (رحمه الله) حيث كان ينهى عن إخراج تلك الأواني إلى غير كربلاء كراهة أو تحريما.