الياء يدل على ذلك قوله: (في طغيانهم يعمهون). ثم إن اللام قدمت إلى موضع العين، فصارت طيغوت. ثم قلبت الياء ألفا لتحركها، وانفتاح ما قبلها، فصار طاغوت. فوزنها الآن بعد القلب فلعوت. وجمع طاغوت طواغيت وطواغت وطواغ، على حذف الزيادة. والطواغي على العوض من المحذوف. والعروة: عروة الدلو ونحوه، لأنها متعلقة. وعروت الرجل أعروه عروا: إذا ألممت به متعلقا بسبب منه.
واعتراه هم: إذا تعلق به. وعرته الحمى تعروه: إذا علقت به. فالأصل في الباب:
التعلق. قال الأزهري: العروة كل نبات له أصل ثابت كالشيح والقيصوم وغيره، وبه شبهت عرى الأشياء. في لزومها. والوثقى: تأنيث الأوثق. والانفصام والانقطاع والانصداع نظائر. قال الأعشى:
ومبسمها من شتيت النبات * غير أكس، ولا منفصم (1) يقال: فصمته فانفصم.
النزول: قيل: نزلت الآية في رجل من الأنصار، كان له غلام أسود، يقال له صبيح. وكان يكرهه على الاسلام، عن مجاهد. وقيل: نزلت في رجل من الأنصار يدعى أبا الحصين. وكان له ابنان، فقدم تجار الشام إلى المدينة، يحملون الزيت.
فلما أرادوا الرجوع من المدينة أتاهم ابنا أبي الحصين، فدعوهما إلى النصرانية، فتنصرا ومضيا إلى الشام. فأخبر أبو الحصين رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم "، فأنزل الله تعالى:
(لا إكراه في الدين). فقال رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم ": أبعدهما الله! هما أول من كفر.
فوجد أبو الحصين في نفسه على النبي، حين لم يبعث في طلبهما، فأنزل الله (فلا وربك لا يؤمنون) الآية. قال: وكان هذا قبل أن يؤمر النبي بقتال أهل الكتاب. ثم نسخ وأمر بقتال أهل الكتاب في سورة براءة، عن السدي. وهكذا قال ابن مسعود، وابن زيد إنها منسوخة بآية السيف. وقال الباقون: هي محكمة. وقيل: كانت امرأة من الأنصار تكون مقلاتا (2) فترضع أولاد اليهود، فجاء الاسلام وفيهم جماعة منهم.
فلما أجليت بنو النضير، إذا فيهم أناس من الأنصار. فقالوا: يا رسول الله! أبناؤنا وإخواننا. فنزلت (لا إكراه في الدين) فقال: خيروا أصحابكم فإن اختاروكم فهم