الله ويتضرع إليه، ولطلب الشفاعة والرزق للبهائم. والملك الثالث في صورة النسر، وهو سيد الطيور، وهو يدعو الله، ويتضرع إليه، ويطلب الشفاعة والرزق لجميع الطيور. والملك الرابع في صورة الأسد، وهو سيد السباع، وهو يدعو الله، ويتضرع إليه، ويطلب الشفاعة والرزق لجميع السباع. قال: ولم يكن في جميع الصور صورة أحسن من الثور، ولا أشد انتصابا منه، حتى اتخذ الملأ من بني إسرائيل العجل، وعبدوه، فخفض الملك الذي في صورة الثور رأسه استحياء من الله أن عبدوا من دون الله بشئ يشبهه، وتخوف أن ينزل الله به العذاب.
(ولا يؤوده حفظهما) أي: لا يشق على الله، ولا يثقله حفظ السماوات والأرض. وقيل: الهاء في يؤوده يعود إلى الكرسي، وهذا على قول من يقول: إن السماوات والأرض على الكرسي. (وهو العلي) عن الأشباه والأضداد والأمثال والأنداد، وعن إمارات النقص، ودلالات الحدث. وقيل: هو من العلو الذي هو بمعنى القدرة والسلطان والملك وعلو الشأن والقهر والاعتلاء والجلال والكبرياء (العظيم) أي: العظيم الشأن، القادر، الذي لا يعجزه شئ، والعالم الذي لا يخفى عليه شئ، لا نهاية لمقدوراته، ولا غاية لمعلوماته. وروى علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسين بن خالد، أنه قرأ أبو الحسن الرضا " عليه السلام ": الله لا إله إلا هو الحي القيوم، لا تأخذه سنة ولا نوم، له ما في السماوات وما في الأرض، وما بينهما، وما تحت الثرى، عالم الغيب والشهادة، الرحمن الرحيم، من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه.
(لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم [256]).
اللغة: الرشد: نقيض الغي، وهو الرشد. والرشد، وتقول: غوي يغوي غيا وغواية: إذا سلك طريق الهلاك. وغوى: إذا خاب، قال الشاعر:
ومن يلق خيرا، يحمد الناس أمره، * ومن يغو، لا يعدم على الغي لائما وغوى الفصيل يغوي غوى: إذا قطع عن اللبن حتى يكاد يهلك. والطاغوت:
وزنها في الأصل فعلوت، وهو مصدر مثل الرغبوت والرهبوت والرحموت، ويدل على أنها مصدر وقوعها على الواحد والجماعة بلفظ واحد، وأصلها طغيوت، لأنها من