لبيان مقدار الثواب لا أصل الاستحباب وكذا يستحب أو يتأكد عند إرادة بعض الأفعال الآخر غير دخول الأمكنة الشريفة فصارت الأغسال ثلاثة أغسال زمانية وفعلية مكانية وفعلية غير مكانية ولقد كان تقسيمها إلى الزمانية والفعلية أخصر لكن جرت عادتهم بافراز المكانيات عن سائر الفعليات اهتماما بها وتقديم الزمانيات لمثل ذلك لا سيما غسل يوم الجمعة فإن الحث عليه عظيم واللوم على تركه شديد والقول بوجوبه قوي جدا وفاقا لبعض القدماء والمتأخرين والحازم لا يجترئ على تركه بحال في الحضر والسفر ورخص للنساء في السفر لقلة الماء وورد تقديمه حينئذ يوم الخميس وعن بعضهم استحباب غسل في ليلة الجمعة ولم نقف على مستنده ويومي العيدين الفطر والأضحى والليالي الثلاث التي يرجى فيها ليلة القدر التاسع عشر والحادية والعشرين والثالثة والعشرين من شهر رمضان وكذا الليلة الأولى والسابع عشرة منه وروي ليلة النصف والليلة الرابعة والعشرين وجميع ليالي العشر الأخير أيضا وذكر جماعة استحبابه في جميع لياليه الأفراد الخمس عشرة وأشار ابن طاوس في كتاب الاقبال إلى روايته والغسل أول الليل ويجزي إلى آخره في الجميع وليلة عيد الفطر عند غروب الشمس قبل صلاة المغرب وللثالثة والعشرين من شهر رمضان غسلان غسل أول الليل وغسل آخره وليلتي نصف رجب ونصف شعبان فعن أبي عبد الله (ع) صوموا شعبان واغتسلوا ليلة النصف منه وأما الأول فاعترف المصنف وغيره بعدم الوقوف فيه على نص ومن ثم طواه في المفاتيح لكن في كتاب الاقبال عن النبي صلى الله عليه وآله من أدرك شهر رجب فاغتسل في أوله وأوسطه وآخره خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ويوم المبعث وهو السابع و العشرون من رجب ولم نقف على مستنده وكذا يوم المولد وهو السابع عشر من ربيع الأول على المشهور ومن ثم طواهما في المفاتيح ويوم الغدير وهو الثامن عشر من ذي الحجة ووقته قبل أن تزول الشمس بمقدار نصف ساعة كما في رواية العبدي إلا أنها مختصة بمريد صلاته ويوم المباهلة وهو الرابع والعشرون منه كما في روايته الصريحة المروية في مصباح الشيخ وقيل الخامس والعشرون منه واستدل في الكتاب الكبير تبعا لغيره بما في رواية سماعة عن أبي عبد الله (ع) وغسل المباهلة واجب ومن القريب فيه ما قيل من احتمال أن يكون المراد فعلها لا يومها لورود الغسل فيه كما في باب المباهلة من أصول الكافي ويوم الدحو وهو الخامس والعشرون من ذي القعدة ذكره الأصحاب ولم نجد لهم خبرا كذا في المعتصم ويوم التروية وهو ثامن ذي الحجة ويوم عرفه وهو تاسعه ووقت في بعض الروايات بزوال الشمس وفي بعضها بما إذا زالت ويوم النيروز وهو أول يوم من السنة معرب نوروز كما في القاموس والمراد نيروز الفرس كما في القواعد وغيره وفي حديث المعلى بن خنيس بعدة أسانيد ومتون دخلت على أبي عبد الله (ع) صبيحة يوم النيروز فقال أتعرف هذا اليوم قلت لا لكنه يوم تعظمه العجم وتتهادى وتتبارك فيه فقال (ع) ما هذا إلا لأمر قديم أفسره لك حتى تفهمه أن يوم النيروز وهو أول يوم طلعت فيه الشمس وهبت فيه الرياح اللواقح وخلقت فيه زهرة الأرض وهو اليوم الذي أخذ فيه النبي صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين (ع) العهد بغدير خم فأقروا له بالولاية وهو اليوم الذي بويع لأمير المؤمنين فيه البيعة الثانية وهو اليوم الذي ظفر فيه بأهل النهروان وقتل ذا الثدية ويظهر فيه قائمنا ويظفره الله بالدجال وما من يوم نيروز إلا ونحن نتوقع فيه الفرج لأنه من أيامنا حفظته الفرس وضيعتموه ثم إن نبيا من أنبياء بني إسرائيل سأل ربه أن يحي القوم الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فأماتهم الله فأوحى إليه أن صب عليهم الماء في مضاجعهم فصب عليهم الماء في هذا اليوم فعاشوا فصار صب الماء في يوم النيروز سنة ماضية لا يعرف سببها إلا الراسخون في العلم وهو أول يوم من سنة الفرس فقلت يا سيدي لا تعرفني أسماء الأيام بالفارسية فقال (ع) هي أيام قديمة من الشهور القديمة كل شهر ثلاثون يوما فأول يوم كل شهر هرمز روز والثاني بهمن روز والثالث اردي بهشت روز ثم ساق (ع) أسماء الأيام وسعودها ونحوسها على وفق ما نقله المنجمون عن الحكماء الأقدمين من الفارسيين والحديث مختصر وهو صريح في النيروز الفارسي القديم المرسوم في التقاويم في جدول التوقيعات بنوروز عامة وهو أول فروردينهم ويقال إنه اليوم الذي جلس فيه جمشيد رابع ملوك الدنيا وهو المرسوم عند العرب متوشلخ على سرير الملك بآذربيجان ورتب قواعد السلطنة ثم بعد خمسة أيام عقد مجلسا آخر وأمر الناس بالغسل والتنظيف والعفو عن المسيئين فسمي ذلك اليوم نوروز خاصة وقد يقال إن تعظيم هذا اليوم كان من الرسوم المتقدمة على جمشيد من زمن نوح (ع) وأن جمشيد تحرى لجلوسه ذلك اليوم المسعود زعما منهم أنه اليوم الذي خلق الله فيه الدنيا وأمر الكواكب بالسير من أول الحمل وفيه خلق آدم (ع) إلا أنه لما كان حساب أكثر الأمم الماضية منوطا بالسنين الشمسية والسنة الشمسية عبارة عن زمان سير الشمس بحركتها الخاصة على توالي البروج دورة كاملة من أي مبدأ فرض وهو ثلاثمائة وخمسة وستون يوما وربع يوم على رصد ابرخس الذي هو معول الحكماء الأولين وأما بحسب الأرصاد المتأخرة فينقص بعدة دقايق يسيرة فكانوا يحسبون السنة ثلاثمائة وخمسة وستين يوما وأما الأرباع فالروم كانوا يكبسونها أي يجمعونها في كل أربع سنين متوالية يوما واحدا يزيدونه على عدد أيام السنة في آخر شباط والفرس يجمعونها في كل مائة وعشرين سنة ثلاثين يوما يزيدونها شهرا في آخر السنة وتصير سنتهم تلك ثلاثة عشر شهرا وكانوا يتحفظون على أمر الكبيسة أشد احتفاظ و
(١٠٦)