ورووا أيضا في عدة أحاديث أن الصحابة لما قالوا: كيف الصلاة عليكم يا رسول الله؟ فقال: " قولوا: اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد " (1).
فقد رواه البخاري بأربع طرق، ورواه أيضا مسلم في صحيحه (2)، ورواه إمامهم الثعلبي بثلاث طرق.
ولكن هذا غير عجيب بعد ما فعلوه من بغضهم ونصب العداوة والحرب لهم، بعد ما نقلوه في شأنهم.
الثالثة: الواجب على ناقل الحديث أن يقابل نسخته بأصل شيخه، أو أصل معتمد معلوم الصحة، ولا عبرة بكونه عتيقا، أو عليه كتابات البلاغ، فإنا قد شاهدنا شيئا من ذلك مشحونا بالغلط، بل لابد من امتحان النسخة بمقابلة جانب منها بغيرها من النسخ ونحوه؛ ليعلم صحتها.
والأفضل أن يمسك هو وشيخه كتابيهما، أو ثقة ضابط ذو بصيرة غيره أو غير شيخه، أو ثقتان ضابطان غيرهما.
فإن لم يقابله بهذا الشرط لم تجز روايته، ولا النقل منه.
الرابعة: المختار في تخريج الساقط هو " اللحق " - باللام والحاء المفتوحتين -:
أن يخط من موضع سقوطه في السطر خطا صاعدا قليلا معطوفا بين السطرين عطفة يسيرة إلى جهة اللحق، ويكتب اللحق قبالة العطفة في الحاشية التي تجاور أول الأسطر من الصفحة اليمنى - والتي تجاور أخر الأسطر من اليسرى - إن اتسعت لذلك، وإلا ففي الجهة الأخرى، إلا أن يسقط في آخر السطر فتخرج إلى آخره على كل حال مع السعة.
ثم إن كانت في الجانب الأيسر كتبت صاعدا إلى أعلى الورقة مطلقا، إلا أن تكون