به ثم اتبعت ذلك بالإنابة إليك والتذلل والاستكانة لك وحسن الظن بك والثقة بما عندك وشفعته برجائك الذي قل ما يخيب عليه راجيك وسألتك مسألة الحقير الذليل البائس الفقير الخائف المستجير ومع ذلك خيفة وتضرعا وتعوذا وتلوذا لا مستطيلا بتكبر المتكبرين ولا متعاليا بدالة المطيعين ولا مستطيلا بشفاعة الشافعين وانا بعد أقل الأقلين وأذل الأذلين ومثل الذرة أو دونها فيا من لم يعاجل المسيئين ولا ينده المترفين ويا من يمن بإقالة العاثرين ويتفضل بانظار الخاطئين انا المسئ المعترف الخاطئ العاثر انا الذي أقدم عليك مجترئا انا الذي عصاك متعمدا انا الذي استخفى من عبادك وبارزك انا الذي هاب عبادك وامنك انا الذي لم يرهب سطوتك ولم يخف بأسك انا الجاني على نفسه انا المرتهن ببليته انا القليل الحياء انا الطويل العناء بحق من انتجبت من خلقك وبمن اصطفيته لنفسك بحق من اخترت من بريتك ومن اجتبيت لشأنك بحق من وصلت طاعته بطاعتك ومن جعلت معصيته كمعصيتك بحق من قرنت موالاته بموالاتك ومن نطت معاداته بمعاداتك
(٢٦١)