____________________
السماوات والأرض ولا خلق بعضهم بعضا، فيكونوا شركاء لي في تدبير العالم، وما اعتضدت بهم في تدبير الدنيا والآخرة، وتقدير أمورهما، ولا شك أن التلميح إلى هذا المعنى أنسب بما قبله من تنزيهه تعالى عن إدراك البصر في هذا المقام، والله أعلم بمقاصد أوليائه.
وفي نسخة: «ولم يكن لك مشابه» اسم فاعل من المشابهة بمعنى المماثلة، وهو يناسب عطف النظير عليه، وهو المناظر من ناظره بمعنى ماثله كالجليس بمعنى المجالس، أي لم يكن لك مشابه ولا مناظر في خلقك وأمرك أو مطلقا.
أما الأول: فلأنه سبحانه فاعل مطلق بالإبداع ومحض الاختراع مبرء عن نقصان الذات، منزه (1) عن العجز والروية (2) والحركات والآلات، وما سواه ليس كذلك، فلم يكن له مشابه ولا نظير في فعله وخلقه وإبداعه واختراعه وأمره وحكمه.
وأما الثاني: وهو تنزهه عن المشابه والنظير من كل وجه فلتفرده في ذاته وصفاته، أما في ذاته فلأن وجود الواجب تعالى وتعينه عين ذاته فلم يكن (3) له ماهية كلية يشاركه غيره فيها فلا مثل له ولا نظير له في ذاته وحقيقته، وأما في صفاته فلأن صفاته سبحانه من العلم والقدرة وغير ذلك عين ذاته، وصفات غيره أعراض محدثات مستفادة من الغير فلا مشابه ولا نظير له في صفاته، وأيضا فالمشابهة بين الشيئين إما في الحقيقية، أو في أجزائها أو في عوارضها، والواجب لا يشابهه ولا يماثله الممكن في شيء من ذلك، أما الأول فظاهر وأما الأخيران فلأنه لا جزء له ولا عوارض له فثبت تنزهه عن المشابه والنظير من كل وجه، والله أعلم «ما» في الفقرات الثلاث مصدرية، أي أردت فكان حتما إرادتك، وقضيت
وفي نسخة: «ولم يكن لك مشابه» اسم فاعل من المشابهة بمعنى المماثلة، وهو يناسب عطف النظير عليه، وهو المناظر من ناظره بمعنى ماثله كالجليس بمعنى المجالس، أي لم يكن لك مشابه ولا مناظر في خلقك وأمرك أو مطلقا.
أما الأول: فلأنه سبحانه فاعل مطلق بالإبداع ومحض الاختراع مبرء عن نقصان الذات، منزه (1) عن العجز والروية (2) والحركات والآلات، وما سواه ليس كذلك، فلم يكن له مشابه ولا نظير في فعله وخلقه وإبداعه واختراعه وأمره وحكمه.
وأما الثاني: وهو تنزهه عن المشابه والنظير من كل وجه فلتفرده في ذاته وصفاته، أما في ذاته فلأن وجود الواجب تعالى وتعينه عين ذاته فلم يكن (3) له ماهية كلية يشاركه غيره فيها فلا مثل له ولا نظير له في ذاته وحقيقته، وأما في صفاته فلأن صفاته سبحانه من العلم والقدرة وغير ذلك عين ذاته، وصفات غيره أعراض محدثات مستفادة من الغير فلا مشابه ولا نظير له في صفاته، وأيضا فالمشابهة بين الشيئين إما في الحقيقية، أو في أجزائها أو في عوارضها، والواجب لا يشابهه ولا يماثله الممكن في شيء من ذلك، أما الأول فظاهر وأما الأخيران فلأنه لا جزء له ولا عوارض له فثبت تنزهه عن المشابه والنظير من كل وجه، والله أعلم «ما» في الفقرات الثلاث مصدرية، أي أردت فكان حتما إرادتك، وقضيت