____________________
ولكل مرتبة من هذه المراتب صاحب ينتجيها وطالب يستدعيها وكلها على تفاوتها انما عرفت من عنده تعالى وهاتان الفقرتان تلميح إلى قوله تعالى: أعطى كل شيء خلقه ثم هدى (1) أي: أعطى مخلوقاته كل شيء تحتاج هي إليه وتقوم به، وإنما قدم المفعول الثاني للاهتمام به، وإلى هذا وقع التلميح بالفقرة الأولى وهي قوله عليه السلام: «بسطت بالخيرات يدك»، فإن من أعطى خلقه كل شيء فقد بسط بالخيرات يده، وقوله: «ثم هدى» أي إلى طريق الانتفاع والارتفاق بما أعطى وعرفه كيف يتوصل إلى بقائه وكماله، أما اختيارا كما في الحيوانات، أو طبعا كما في الجمادات وذلك شامل للهداية بأنواعها، وإلى هذا المعنى وقع التلميح بقوله عليه السلام «وعرفت الهداية من عندك».
و «الفاء» من قوله عليه السلام «فمن التمسك» فصيحة أي إذا كنت كذلك فمن طلبك وقصدك لتحصيل دين أو دنيا وجدك، أي وجد وأدرك فضلك وإحسانك كافلا بنيل طلبته كما قيل في قوله تعالى: فوجد الله عنده (2) أي وجد حكمه وقضاءه، والله أعلم *.
خضع: أي ذل وانقاد.
وجرى في علمك: أي حصل ووقع من قولهم: جرى الأمر إذا وقع، وحيث عبر عليه السلام بمن المختصة بالعقلاء فالمراد من جرى في علمه من الملائكة والثقلين.
والمراد بخضوعهم: إما كون جميعهم في ملكه وتحت قدرته لا يمتنع عن تصرفه فيه كيف يشاء، أو طاعتهم له في الحياة والبقاء والموت والبعث وإن عصوا في العبادة، وهذا مروي عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: وله من في السماوات والأرض
و «الفاء» من قوله عليه السلام «فمن التمسك» فصيحة أي إذا كنت كذلك فمن طلبك وقصدك لتحصيل دين أو دنيا وجدك، أي وجد وأدرك فضلك وإحسانك كافلا بنيل طلبته كما قيل في قوله تعالى: فوجد الله عنده (2) أي وجد حكمه وقضاءه، والله أعلم *.
خضع: أي ذل وانقاد.
وجرى في علمك: أي حصل ووقع من قولهم: جرى الأمر إذا وقع، وحيث عبر عليه السلام بمن المختصة بالعقلاء فالمراد من جرى في علمه من الملائكة والثقلين.
والمراد بخضوعهم: إما كون جميعهم في ملكه وتحت قدرته لا يمتنع عن تصرفه فيه كيف يشاء، أو طاعتهم له في الحياة والبقاء والموت والبعث وإن عصوا في العبادة، وهذا مروي عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: وله من في السماوات والأرض