رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٦ - الصفحة ١٥٤
ثم آثرتنا به على سائر الأمم، واصطفيتنا بفضله دون أهل الملل، فصمنا بأمرك نهاره، وقمنا بعونك ليله، متعرضين بصيامه وقيامه لما عرضتنا له من رحمتك، وتسببنا إليه من مثوبتك وأنت الملئ بما رغب فيه إليك، الجواد بما سئلت من فضلك، القريب إلى من حاول قربك.
____________________
فصح إضعاف الإيمان فيه.
مع ما ورد انه تغلق فيه أبواب النار وتفتح فيه أبواب الجنان (1).
وأن لله في كل ليلة منه عتقاء وطلقاء من النار (2)، والله أعلم.
و «أجللت فيه من ليلة القدر»: أي عظمت قدرها من الجلالة وهي عظم القدر، وقد تقدم الكلام على ليلة القدر ومعنى كونها خيرا من ألف شهر.
«آثرتنا به» أي أكرمتنا وفضلتنا به.
«واصطفيتنا»: أي اخترتنا بسبب فضيلته دون أهل الملل أي متجاوزا أهل الملل في اصطفائنا به فهو ظرف مستقر وقع حالا من ضمير المخاطب وقد تقدم الكلام عليه مستوفى.
وهاتان الفقرتان صريحتان في أن صوم شهر رمضان من خصائص هذه الأمة، خلافا لما ذهب إليه بعض أهل السنة مستندا إلى ما ذكره ابن أبي حاتم عن ابن عمر: صيام رمضان كتبه الله على الأمم قبلكم (3).
قال القسطلاني: واسناده مجهول (4).

(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»
الفهرست