رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٦ - الصفحة ٤١١
اللهم وصل على أوليائهم المعترفين بمقامهم المتبعين منهجهم المقتفين آثارهم المستمسكين بعروتهم المتمسكين بولايتهم
____________________
الدفع عنه، وحذف متعلقه للتعميم.
ومكنفين: أي معينين من أكنفه بمعنى أعانه ككنفه.
فإن قلت: كيف عداه بإلى وهو متعد بنفسه.
قلت: فيه وجهان: أحدهما: أن يكون على تضمينه معنى الإسراع، أي اجعلنا مكنفين له حال كوننا مسرعين إلى نصرته.
الثاني: أن يكون قوله: «إلى نصرته» ثاني مفعولي جعل و «مكنفين» حالا من المفعول الأول والتقدير: اجعلنا (1) منتهين إلى نصرته، والمدافعة عنه حال كوننا مكنفين، وحذف متعلق الإكناف لتعينه (2).
ويوجد في بعض النسخ القديمة: «مسرعين» بدل «مكنفين»، وعلى الهوامش نسخ متعددة بعيدة عن الصحة، والله أعلم.
قوله عليه السلام: «بذلك متقربين» إشارة إلى المذكور من السمع والطاعة والسعي في رضاه، والاكناف له وما فيه من معنى البعد للإيذان بكونه في الغاية القصوى من الفضل والشرف وعلو الشأن.
والتقرب: طلب القرب والمراد به هنا المتحقق بحصول الرفعة ونيل الصواب تشبيها بالقرب المكاني.
وفي الأساس: تقرب إلى الله بكذا طلبت بذلك القربة والحسنة (3).
الولاية هنا بمعنى: المحبة والنصرة والاعتقاد، أي وصل على محبيهم وأنصارهم والمعتقدين فيهم، ويحتمل أن يكون جمع ولي بمعنى الموالي كالجليس

(1) " الف ": واجعلنا.
(2) " الف ": لتعيينه.
(3) أساس البلاغة: ص 499.
(٤١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 416 ... » »»
الفهرست