____________________
وليس هو هنا من باب استعمال المشترك في معنييه، بل المراد به المعنى العام وهو ما ذكرناه، فيكون كل من المعنيين فردا حقيقيا له، فإن استعمال اللفظ الواحد في معنيين متغايرين مما لا مساغ له عند المحققين.
قال بعض العلماء: عدم عزوب شيء عن علمه تعالى إشارة إلى علمه بكليات الأشياء وجزئياتها وعليه اتفاق جمهور المتكلمين والحكماء، أما المتكلمون فظاهر، وأما المحققون من الحكماء فملخص كلامهم إجمالا في علمه تعالى أنه يعلم ذاته بذاته ويتحد هناك المدرك، والمدرك أو الإدراك ولا يتعدد الا بحسب الاعتبارات العقلية التي تحدثها العقول البشرية، وأما علمه لمعلولاته القريبة منه فيكون بأعيان ذواتها ويتحد هناك المدرك والإدراك ولا يتعددان إلا بالاعتبار العقلي ويغايرهما المدرك، وأما لمعلولاته البعيدة كالماديات والمعدومات التي من شأنها إمكان أن توجد في وقت، أو تتعلق بموجود، فيكون بارتسام صورها المعقولة من المعلولات القريبة التي هي المدركات لها أولا وبالذات، وكذلك إلى أن ينتهي إلى إدراك المحسوسات بارتسامها في آلات مدركها قالوا: وذلك لأن الموجود في الحاضر حاضر، والمدرك للحاضر مدرك لما يحضر معه، فإذن لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في السماوات والأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر، وتكون ذوات معلولاته القريبة مرتسمة بجميع الصور، وهي التي يعبر عنها تارة بالكتاب المبين وتارة باللوح المحفوظ، انتهى.
قوله عليه السلام: «وهو بكل شيء محيط» اقتباس من قوله تعالى في حم السجدة: الا انه بكل شيء محيط (1).
والإحاطة بالشيء: الاستدارة به من جوانبه يقال: أحاط القوم بالبلد إذا أحدقوا به واستداروا بجوانبه، ثم استعمل تارة في شمول الحفظ وتارة في شمول
قال بعض العلماء: عدم عزوب شيء عن علمه تعالى إشارة إلى علمه بكليات الأشياء وجزئياتها وعليه اتفاق جمهور المتكلمين والحكماء، أما المتكلمون فظاهر، وأما المحققون من الحكماء فملخص كلامهم إجمالا في علمه تعالى أنه يعلم ذاته بذاته ويتحد هناك المدرك، والمدرك أو الإدراك ولا يتعدد الا بحسب الاعتبارات العقلية التي تحدثها العقول البشرية، وأما علمه لمعلولاته القريبة منه فيكون بأعيان ذواتها ويتحد هناك المدرك والإدراك ولا يتعددان إلا بالاعتبار العقلي ويغايرهما المدرك، وأما لمعلولاته البعيدة كالماديات والمعدومات التي من شأنها إمكان أن توجد في وقت، أو تتعلق بموجود، فيكون بارتسام صورها المعقولة من المعلولات القريبة التي هي المدركات لها أولا وبالذات، وكذلك إلى أن ينتهي إلى إدراك المحسوسات بارتسامها في آلات مدركها قالوا: وذلك لأن الموجود في الحاضر حاضر، والمدرك للحاضر مدرك لما يحضر معه، فإذن لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في السماوات والأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر، وتكون ذوات معلولاته القريبة مرتسمة بجميع الصور، وهي التي يعبر عنها تارة بالكتاب المبين وتارة باللوح المحفوظ، انتهى.
قوله عليه السلام: «وهو بكل شيء محيط» اقتباس من قوله تعالى في حم السجدة: الا انه بكل شيء محيط (1).
والإحاطة بالشيء: الاستدارة به من جوانبه يقال: أحاط القوم بالبلد إذا أحدقوا به واستداروا بجوانبه، ثم استعمل تارة في شمول الحفظ وتارة في شمول