____________________
التي سأله عنها محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، سأله عن وداع شهر رمضان متى يكون؟ فقد اختلف أصحابنا فيه، فبعضهم يقول: يقرأ في آخر ليلة منه، وبعضهم يقول: في آخر يوم منه إذا رأى هلال شوال، فخرج التوقيع بما نصه: «العمل في شهر رمضان في لياليه، والوداع في آخر ليلة منه، فإن خاف أن ينقص الشهر جعله في ليلتين» (1)، انتهى.
وقال السيد الجليل علي بن طاووس قدس الله روحه: اجتهد في وقت الوداع على إصلاح السريرة، فالإنسان على نفسه بصيرة، وتخير لوقت الوداع أصلح أوقاتك من آخر ليلة منه كما روينا، فإن فاتك في آخر ليلة ففي أواخر نهار المفارقة له والانفصال عنه، فمتى وجدت نفسك في تلك الليلة أو ذلك اليوم على حال صالحة في صحبة شهر رمضان فودعه في ذلك الأوان وداع أهل الصفاء والوفاء، واقض من حق التأسف على مفارقته وبعده ما فاتك من شرف ضيافته، وفوائد رفده، وأطلق من ذخائر دموع الوداع ما جرت به عوائد الأحبة إذا تفرقوا بعد الاجتماع (2)، انتهى.
قلت: وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه أمر بوداع شهر رمضان في آخر جمعة منه وهو ما رواه الشيخ جعفر بن محمد الدوريستي رحمه الله في كتاب الحسني بإسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله في آخر جمعة من شهر رمضان، فلما بصر بي (3) قال لي: يا جابر هذه آخر جمعة من شهر رمضان فودعه وقل: «اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا إياه، فإن جعلته، فاجعلني مرحوما ولا تجعلني محروما». فإنه من قال ذلك ظفر بإحدى الحسنين، إما ببلوغ شهر رمضان من قابل، أو بغفران الله ورحمته (4).
وقال السيد الجليل علي بن طاووس قدس الله روحه: اجتهد في وقت الوداع على إصلاح السريرة، فالإنسان على نفسه بصيرة، وتخير لوقت الوداع أصلح أوقاتك من آخر ليلة منه كما روينا، فإن فاتك في آخر ليلة ففي أواخر نهار المفارقة له والانفصال عنه، فمتى وجدت نفسك في تلك الليلة أو ذلك اليوم على حال صالحة في صحبة شهر رمضان فودعه في ذلك الأوان وداع أهل الصفاء والوفاء، واقض من حق التأسف على مفارقته وبعده ما فاتك من شرف ضيافته، وفوائد رفده، وأطلق من ذخائر دموع الوداع ما جرت به عوائد الأحبة إذا تفرقوا بعد الاجتماع (2)، انتهى.
قلت: وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه أمر بوداع شهر رمضان في آخر جمعة منه وهو ما رواه الشيخ جعفر بن محمد الدوريستي رحمه الله في كتاب الحسني بإسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله في آخر جمعة من شهر رمضان، فلما بصر بي (3) قال لي: يا جابر هذه آخر جمعة من شهر رمضان فودعه وقل: «اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا إياه، فإن جعلته، فاجعلني مرحوما ولا تجعلني محروما». فإنه من قال ذلك ظفر بإحدى الحسنين، إما ببلوغ شهر رمضان من قابل، أو بغفران الله ورحمته (4).