رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٦ - الصفحة ٢٢٣

____________________
قال الجوهري: وأصله الهمز لأنه من النوء وهو النهوض (1).
وإنما فصل الجملة الأولى عما قبلها، لكمال الاتصال إذ هي من باب التأكيد لمزيد جوده وكرمه.
وأما قوله: «عادتك الإحسان» فمستأنفة على وجه التعليل كأنه قال: لأن عادتك الإحسان إلى آخره.
والسنة: الطريقة، والمراد بسنته تعالى هنا: طريقة حكمته.
وأبقى عليه إبقاء: إذا رحمه وأشفق عليه والاسم البقيا.
والاعتداء: مجاوزة الحق، وأصله من العدو وهو التجاوز.
قال ابن سيدة في المحكم: المعتدون: المجاوزون ما أمروا به (2).
ولا ينافي ذلك قوله تعالى: إن الله لا يحب المعتدين (3) فإن إبقاءه عليهم من مقتضى ذاته وبغضه لهم من مقتضى اعتدائهم.
«وحتى»: هنا حرف ابتداء مفادها التعظيم.
واللام جواب قسم محذوف.
وغره غررا: أطمعه فيما لا يصح ومنه: وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون (4) أي: أطمعهم في غير مطمع.
والأناة: على وزن حصاة اسم من تأنى في الأمر، أي: تمهل ولم يعجل.
والرجوع: العود، والمراد به هنا الرجوع عن الإصرار إلى التوبة، أو عن الباطل إلى الحق، كقوله تعالى: وكذلك نفصل الآيات ولعلهم يرجعون (5) وقوله تعالى: وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون (6) أي: حرمنا عليهم أن

(١) الصحاح: ج ٦ ص ٢٥١٧.
(2) المحكم في اللغة: ج 2 ص 227.
(3) سورة البقرة: الآية 190.
(4) سورة آل عمران: الآية 24.
(5) سورة الأعراف: الآية 174.
(6) سورة الأنبياء: الآية 95.
(٢٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 ... » »»
الفهرست