فلم يأتمر وزجرته فلم ينزجر ونهيته عن معصيتك فخالف أمرك إلى نهيك لا معاندة لك ولا استكبارا عليك بل دعاه هواه إلى ما زيلته وإلى ما حذرته واعانه على ذلك عدوك وعدوه فاقدم عليه عارفا بوعيدك راجيا لعفوك واثقا بتجاوزك وكان احق عبادك مع ما مننت عليه الا يفعل وها انا ذا بين يديك صاغرا ذليلا خاضعا خاشعا خائفا معترفا بعظيم من الذنوب تحملته وجليل من الخطايا اجترمته مستجيرا بصفحك لائذا برحمتك موقنا انه لا يجيرني منك مجير ولا يمنعني منك مانع فعد على بما تعود به على من اقترف من تغمدك وجد على بما تجود به على من القى بيده إليك من عفوك وامنن على بما لا يتعاظمك ان تمن به على من أملك من غفرانك واجعل لي في هذا اليوم نصيبا أنال به حظا من رضوانك ولا تردنى صفرا مما ينقلب به المتعبدون لك من عبادك وانى وان لم اقدم ما قدموه من الصالحات فقد قدمت توحيدك ونفى الأضداد والأنداد والأشباه عنك واتيتك من الأبواب التي أمرت ان تؤتى منها وتقربت إليك بما لا يقرب أحد منك الا بالتقرب
(٢٦٠)