رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٦ - الصفحة ٣٤٢

____________________
وما أفهمه [من] (1) كلام بعض المترجمين من أن «الباء» في «بنعمتك» للبدل أي بدل نعمتك، فمحتمل والأنسب بالمقام ما ذكرناه.
ووازاه موازاة: حاذاه وقابله، ومنه الأثر: وازينا العدو وصاففناهم (2).
قال ابن الأثير: الموازاة: المقابلة والمواجهة، والأصل فيه الهمزة يقال: آزيته، إذا حاذيته. قال الجوهري: «ولا تقل: وازيته» وغيره أجازه على تخفيف الهمزة وقلبها وهذا إنما يصح إذا انفتحت وانضم ما قبلها نحو: سؤال، فيصح في الموازاة ولا يصح في وازينا، إلا أن يكون قبلها ضمة من كلمة أخرى، كقراءة أبي عمرو «السفهاء ولا انهم» (3) انتهى كلام ابن الأثير.
وعليه فيصح في يوازي أيضا لانفتاحها وضم ما قبلها، وعليه اتفاق النسخ من الصحيفة الشريفة.
وفي المصباح المنير للشهاب الفيومي: وازاه موازاة: أي حاذاه وربما أبدلت الواو همزة فقيل: آزاه (4) انتهى، فجعل الهمزة بدلا من الواو وهو غريب، والصحيح ما ذكرناه أولا.
قال الزمخشري في الفائق: الموازاة: المقاومة من قولك: هو إزاء مال، أي قائم به (5).
وقال في الأساس: يقال جلس إزاءه وبإزائه أي بحذائه، ثم قالوا على سبيل المجاز هو حافظ ماله وإزاؤه، للقيم به.

(١) ما بين المعقوفتين ليست في المصدر، أدخلناها في المتن لاقتضاء السياق.
(٢) النهاية لابن الأثير: ج ٥ ص ١٨٢.
(٣) النهاية لابن الأثير: ج ٥ ص ١٨٢.
(٤) المصباح المنير: ص ٩٠٦.
(٥) الفائق في غريب الحديث: ج ١ ص ٤١.
(٣٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 347 ... » »»
الفهرست