رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٦ - الصفحة ٢٣٣
فقد ظاهرت الحجج، وأبليت الأعذار، وقد تقدمت بالوعيد، وتلطفت في الترغيب، وضربت الأمثال، وأطلت الإمهال، وأخرت، وأنت مستطيع للمعاجلة، وتأنيت وأنت ملي بالمبادرة، لم تكن أناتك عجزا، ولا إمهالك وهنا، ولا إمساكك غفلة، ولا انتظارك مداراة، بل لتكون حجتك أبلغ، وكرمك أكمل، وإحسانك أوفى، ونعمتك أتم.
____________________
لتخصصهما بالوصف، وفائدتهما التأكيد، ورابط الجملة الثانية محذوف، أي:
لا تحيف به عليه.
وحاف في حكمه يحيف حيفا: جار وظلم.
وقال الراغب: الحيف الميل في الحكم والجنوح إلى أحد الجانبين قال الله تعالى: أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله أي يخافون أن يجور في حكمه (1) والله أعلم.
«الفاء»: سببية إذ ما بعدها من مظاهرة الحجج.
وإبلاء الأعذار: إلى آخره سبب لتنزيهه تعالى عن الجور والحيف.
قال الرضي: وقد تجيء «فاء» السببية بمعنى لام السببية، وذلك إذا كان ما قبلها سببا لما بعدها (2).
وقد: للتحقيق.
وظاهرت الحجج: أي: تابعتها وواترتها وكثرتها، من المظاهرة (3) بمعنى المعاونة، كأنه جعل بعضها (4) ظهيرا لبعض، وقول بعضهم: جعلتها (5) ذات ظهور، من ظهر يظهر

(1) المفردات: ص 137.
(2) شرح الكافية في النحو: ج 2 ص 366.
(3) " الف ": المتظاهرة.
(4) " الف ": بعضه.
(5) " الف ": أي جعلتها.
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»
الفهرست