رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٦ - الصفحة ٢٤٢

____________________
الشيء قدره.
قال الجوهري: ولا يشتق منه فعل وقولهم: لا يكتنه (1) الوصف بمعنى لا يبلغ كنهه كلام مولد (2) انتهى.
وفي الأساس للزمخشري: سله عن كنه الأمر عن حقيقته وكيفيته، واكتنه الأمر بلغ كنهه، وعندي من السرور بمكانك ما لا يكتنهه الوصف واكتنهه الأمر بلغ غايته (3) انتهى.
قوله عليه السلام: من أن تحصى بأسرها: أي: من أن يحصى جميعها وأصل الأسر شد القتب بالإسار وهو القد أي السير المقدود من جلد غير مدبوغ ثم قيل:
خذه بأسره أي: جميعه.
قال الجوهري: هذا الشيء لك بأسره أي بقده يعني جميعه كما تقول برمته (4) انتهى.
يشير إلى أن أصل قولهم: «برمته» أن رجلا دفع إلى رجل بعيرا بحبل في عنقه فقيل لكل من دفع شيئا بجملته أعطاه برمته، والرمة بالضم قطعة من الحبل بالية.
إذا عرفت ذلك: فتفسير من فسر الأسر بالجميع غير جيد لإيهامه أن الأسر لفظ موضوع لمعنى الجميع مرادف له وليس كذلك.
و «الباء» في الفقر الثلاث للملابسة متعلقة بمحذوف وقع حالا من الضمير في الأفعال المبنية للمفعول، والتقدير حجتك أجل من أن توصف حال كونها ملتبسة (5) بكلها، وقس عليه ما بعده ويجوز أن تكون متعلقة بالأفعال المذكورة، لأن

(١) " الف ": يكتنهم.
(٢) الصحاح: ج ٦ ص ٢٢٤٧.
(٣) أساس البلاغة: ص ٥٥٢.
(٤) الصحاح: ج ٢ ص ٥٧٨.
(5) " الف ": متلبسة.
(٢٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 ... » »»
الفهرست