____________________
والحاصل: أنه لا كيفية فلا إدراك كقول الشاعر:
* على لا حب لا يهتدى بمناره * نفى الاهتداء لنفي المنار أي لا منار فلا اهتداء ويسمى هذا القسم من النفي نفي الشيء بإيجابه أيضا، وقد تقدم له نظائر.
قوله عليه السلام: «ولم تدرك الأبصار موضع أينيتك» الأينية حالة تعرض للشيء بسبب حصوله في المكان، سميت بذلك لأن أين اسم موضع للاستفهام به عن المكان، وإنما لم تدرك الأبصار موضع أينيته تعالى لأنه لا أينية له لتنزهه عن الجسمية ولواحقها، والحصول في المكان تابع للجسمية، فالأينية محال عليه سبحانه.
وقيل: يحتمل أن يراد بأينيته تعالى أينيته غير الأين اللازم للمحدث أو الملزوم له، بل معنى يليق بشأنه على نحو ما قيل في الكيفية، والأولى أن هذه الفقرة من باب نفي الشيء بلازمه لا غير *.
حد الشيء لغة: منتهاه كحد الدار ونحوها، وعرفا: ما يشرح حقيقة ذات الشيء، ويدل على ماهيته، وهو سبحانه منزه (1) عن الحد بالمعنيين.
أما الأول: فلأنه من لواحق الامتداد، وهو من لوازم الجسمية.
وأما الثاني: فلأن الحقيقة إنما تعلم من جهة ما هي، ويشير العقل إلى كنهها، إذ كانت مركبة، وقد ثبت بالبرهان تنزهه عن الجسمية والتركيب.
وفي الحديث: أن رجلا قال للرضا عليه السلام حده؟ قال: لا حد له، قال:
ولم؟ قال: لأن كل محدود متناه إلى حد، وإذا احتمل التحديد احتمل الزيادة، وإذا احتمل الزيادة احتمل النقصان، فهو غير محدود ولا متزايد ولا متناقص ولا
* على لا حب لا يهتدى بمناره * نفى الاهتداء لنفي المنار أي لا منار فلا اهتداء ويسمى هذا القسم من النفي نفي الشيء بإيجابه أيضا، وقد تقدم له نظائر.
قوله عليه السلام: «ولم تدرك الأبصار موضع أينيتك» الأينية حالة تعرض للشيء بسبب حصوله في المكان، سميت بذلك لأن أين اسم موضع للاستفهام به عن المكان، وإنما لم تدرك الأبصار موضع أينيته تعالى لأنه لا أينية له لتنزهه عن الجسمية ولواحقها، والحصول في المكان تابع للجسمية، فالأينية محال عليه سبحانه.
وقيل: يحتمل أن يراد بأينيته تعالى أينيته غير الأين اللازم للمحدث أو الملزوم له، بل معنى يليق بشأنه على نحو ما قيل في الكيفية، والأولى أن هذه الفقرة من باب نفي الشيء بلازمه لا غير *.
حد الشيء لغة: منتهاه كحد الدار ونحوها، وعرفا: ما يشرح حقيقة ذات الشيء، ويدل على ماهيته، وهو سبحانه منزه (1) عن الحد بالمعنيين.
أما الأول: فلأنه من لواحق الامتداد، وهو من لوازم الجسمية.
وأما الثاني: فلأن الحقيقة إنما تعلم من جهة ما هي، ويشير العقل إلى كنهها، إذ كانت مركبة، وقد ثبت بالبرهان تنزهه عن الجسمية والتركيب.
وفي الحديث: أن رجلا قال للرضا عليه السلام حده؟ قال: لا حد له، قال:
ولم؟ قال: لأن كل محدود متناه إلى حد، وإذا احتمل التحديد احتمل الزيادة، وإذا احتمل الزيادة احتمل النقصان، فهو غير محدود ولا متزايد ولا متناقص ولا