____________________
تعريف الحمد بلام الحقيقة وتعليقه أولا: باسم الذات الذي عليه مدار جميع ما يستوجبه من صفات الكمال، وإليه مئال جملة نعوت الجلال والجمال، للإيذان بأنه سبحانه هو المستوجب له بذاته، ووصفه ثانيا: بما ينبئ عن موجبه له، وتعليل اختصاصه به من قوله: «رب العالمين» للتنبيه على وجوب ثبوته له واستحقاقه إياه استقلالا إذ كان هو الرب وما سواه مربوبا، ومن كان بهذه الصفة كان هو الحقيق بالحمد لا أحد أحق به منه، بل لا يستحقه سواه، فإن ترتب الحكم على الوصف يشعر بعليته وفي «رب العالمين» باعتبار إشارته إلى أنه الموجد لهم، والمربي لهم، والمنعم عليهم بالنعم كلها، ظاهرها وباطنها، دقيقها وجليلها، عاجلها وآجلها، إيجاز وإيراده بعد الاسم الجامع للأوصاف الجمالية والجلالية كلها، وربوبيته لأنواع الأشياء كلها إطناب، ففيه إيهام الجمع بين الضدين، وهو كالخاص بعد العام.
ثم كونه رب العالمين علة للحمد، والحمد علة غائية لتربيتهم لأنه ربي ليحمد، ففيه إبهام علية الشيء لما هو معلوله، وقد تقدم الكلام على الحمد واسم الجلالة في أول الروضة الأولى (1)، وعلى الرب والعالمين في آخر الروضة الثانية عشرة (2) مستوفى فليرجع إليه.
قوله عليه السلام: «اللهم لك الحمد بديع السماوات والأرض» التفات من
ثم كونه رب العالمين علة للحمد، والحمد علة غائية لتربيتهم لأنه ربي ليحمد، ففيه إبهام علية الشيء لما هو معلوله، وقد تقدم الكلام على الحمد واسم الجلالة في أول الروضة الأولى (1)، وعلى الرب والعالمين في آخر الروضة الثانية عشرة (2) مستوفى فليرجع إليه.
قوله عليه السلام: «اللهم لك الحمد بديع السماوات والأرض» التفات من