رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٦ - الصفحة ٣٦٧

____________________
ملائكتك وأنبيائك، أي تزيد على صلوات جميعهم خبط صريح، بل معنى تنتظم ما ذكرناه، والمعنى صلاة تجمع المطلوب. والغرض من صلوات ملائكتك وأنبيائك إلى آخره: وهو الاعتناء بما فيه خيره وصلاح أمره والاهتمام بإظهار شرفه وتعظيم شأنه، وإلا فالصلاة من الله تعالى مغايرة للصلاة من الملائكة ومن الآدميين على ما هو المشهور: من أنها من الله سبحانه الرحمة، ومن الملائكة الاستغفار، ومن الآدميين دعاء بعضهم لبعض، فلا تكون صلاته سبحانه بمعنى صلوات غيره حتى تجمعها.
هذا إن حملنا إضافة الصلوات إلى الملائكة وغيرهم على معنى الصلوات منهم فتكون الإضافة إلى الفاعل، وان حملناها على معنى الصلوات من الله عليهم فالمعنى تحتوي على مقدار صلواتك (1) عليهم وتجمع ثواب جملتها والغرض ان يصلي عليه صلوات (2) تعادل وتوازي جميع صلواته على الطوائف المذكورين.
وقد أسلفنا الكلام على الفرق بين النبي والرسول فليرجع إليه.
واشتمل على الشيء أحاط به، ومنه اشتمال الرحم على الولد.
وإضافة عباد إلى كاف الخطاب مع ما في ذلك من التشريف: للإيذان بأن المراد بهم عباده الذين وصفهم بقوله تعالى: وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما. والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما (3) إلى آخر ما وصفهم به لا مطلق العباد، بدليل عطف أهل الإجابة عليهم فإنه من عطف العام على الخاص.
وقال بعض المفسرين: لفظ العباد يختص بالمؤمنين في أكثر القرآن: فبشر عباد. الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه (4) عينا يشرب بها عباد الله (5)

(1) " الف ": صلاتك.
(2) " الف ": صلاة.
(3) سورة الفرقان: الآية 63 و 64.
(4) سورة الزمر: الآية 17 و 18.
(5) سورة الانسان: الآية 6.
(٣٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 ... » »»
الفهرست