(قاعدة لا ضرر ولا ضرار) تمهيد:
من القواعد المعروفة بين فقهاء المسلمين قاعدة (لا ضرر ولا ضرار)، وعلى المسلك المشهور في تفسيرها من أن مفادها نفي الحكم الضرري تترتب عليها آثار مهمة في الكثير من الفروع الفقهية، حتى ادعى بعض العامة (1) إن الفقه يدور على خمسة أحاديث أحدها حديث لا ضرر ولا ضرار.
وقد أصبحت هذه القاعدة موردا لاهتمام علمائنا لا سيما في العصر الأخير حيث عني بها الشيخ الأعظم الأنصاري قدس سره عناية خاصة، وتطرق إلى البحث عنها في رسائله فانتظمت بذلك في سلك علم الأصول، وأشبع البحث فيها لدى المتأخرين.
وحديثنا عن هذه القاعدة يقع في ضمن فصول ثلاثة:
الفصل الأول: في تحقيق موارد ذكر حديث لا ضرر ولا ضرار في الروايات وتشخيص متنه.
الفصل الثاني: في تحقيق مفاده.
الفصل الثالث: في أمور شاع التعرض لها بعنوان تنبيهات القاعدة، وهي أما مكملة للبحث عنها أو متضمنة لبعض تطبيقاتها.
ويلاحظ إنا قد تركنا البحث عن سند أصل الحديث لأنه لا إشكال في .