للضرر والاضرار والضرار، وأخرى في مفاد هيئتها الافرادية، وثالثة في مفاد الهيئة التركيبية للجملتين فهنا ثلاثة مقامات.
المقام الأول: في مفاد مادة (ض رر) وقد ذكر اللغويون لها معان كثيرة، كالنقص والضيق وسوء الحال والزمانة والعمى والمرض والهزال والحاجة والقحط والايذاء والعلة وغير ذلك.
ولكن لا إشكال في إن هذه المادة ليس لها هذه الكثرة من المعاني، بل المفهوم منها بحد ذاتها ليس إلا معنى واحدا أو اثنين أو ثلاثة وأما البواقي فليست معان للمادة وتوضيح ذلك:
إن المعاني المذكورة تنقسم باعتبار سعتها وضيقها إلى فئتين: فئة المعاني العامة، وفئة المعاني الخاصة. أما فئة المعاني العامة فهي المفاهيم التي تكون أبعد عن الخصوصيات وأكثر تجردا عنها وأقرب إلى الشمول والسعة بالنسبة إلى سائرها، وهي ثلاثة معاني من بين المذكورات (النقص - ضد النفع -، والضيق، وسوء الحال) وأما فئة المعاني الخاصة فهي سائر المعاني المذكورة التي هي ذات حدود ضيقة وتعتبر مصاديق للفئة الأولى كالعمى والزمانة والمرض.
وهذه الفئة لا إشكال في إنها ليست من معاني المادة، لان المفهوم من المادة بحسب طبيعة معناها إنما هو مفهوم عام لا يدخل فيه شئ من تلك الخصوصيات، فمفهوم الضرر ومشتقاته لا يرادف العمى والزمانة والمرض والهزال ونحوها بل هي مصاديق له جزما، وإنما ذكرت في كلمات اللغويين في عداد معاني المادة بسببين أما خلطا للمفهوم بالمصداق بمعنى خلط المعنى الوضعي المدلول عليه بنفس اللفظ بالمعنى التأليفي المستفاد من الكلام على نحو تعدد الدال والمدلول، وأما بغرض بيان ما أطلق عليه اللفظ سواء أكان معنى له أو مصداقا لمعناه، لان ذكر المصاديق يعين على معرفة