ويبدو أنه (قدس سره) لم يطلع على نقل الفقيه (1) لحديث (لا ضرر ولا ضرار) مع إضافة في الاسلام، وإلا لما بالغ في نفيها.
وقد شكك بعض الأعاظم (2) تأثرا بالنفي البالغ الذي ذكره العلامة شيخ الشريعة (قده) في أصل وجود هذه الإضافة في الفقيه: قائلا إنه لم يثبت وجودها في نقل الفقيه أيضا على نحو يطمئن به، لاحتمال أن تكون الزيادة من قبل الكاتب، وذلك لأنه قد جاء في الفقيه بعد ذكر (لا ضرر)، فالاسلام يزيد المسلم خيرا ولا يزيده شرا، فمن المحتمل إن الناسخ قد كتب كلمة (فالاسلام) مكررا لغفلته عن كتابتها أولا، كما يقع ذلك كثيرا، ثم تصور بعض من تأخر عنه إن (فالاسلام) الأولى تحريف (في الاسلام)، فصححه تصحيحا قياسيا مبدلا للفاء ب (في)، فتحقق بذلك (لا ضرر ولا ضرار في الاسلام)، فكان وجود هذه الزيادة في الفقيه وليد عملين: تكرار خاطئ أولا، وتصحيح قياسي للتكرار دون التنبه إلى منشأه ثانيا.
هذا غاية ما يمكن أن يقال في التشكيك في ثبوت زيادة (في الاسلام) في آخر الحديث.
وفي مجموع ما ذكر ملاحظات:
الملاحظة الأولى: إن ما ذكره العلامة شيخ الشريعة (قده) من حصر راوي حديث (لا ضرر ولا ضرار) لدى العامة، في شخصين ابن عباس، وعبادة بن الصامت، ليس بصحيح، وتوضيح الحال:
إن هذا الحديث قد ورد في كتب العامة على نحوين: مرسلا ومسندا.
أما المرسل فقد ورد في موطأ مالك (3)، عن عمرو بن يحيى المازني،