في البعث إلى الشئ بمثل هذه العناية وقد ذكر في علم المعاني أنه قد يقع الخبر موقع الانشاء لاظهار الحرص في وقوع الفعل حتى يخيل إليه حاصلا وقد أوضحنا القول في ذلك بتفصيل في بحث استعمال الجملة الخبرية في مقام الطلب من علم الأصول.
الثاني: في ثبوت استعمال هذا التركيب في النهي.
لا إشكال في ثبوت استعمال الجملة الخبرية بأقسامها في غير مورد الانشاء الطلبي والزجري سواء كانت جملة اسمية ك (هي طالق) أو جملة فعلية بالفعل الماضي ك (بعت) و (اشتريت) أو بالفعل المضارع نحو (إني أريد أن أنكحك).
لكن الامر ليس كذلك في مورد الانشاء الطلبي والزجري على ما يشهد به موارد الاستعمالات فلم يثبت استعمالها في مورد إنشاء هذين المعنيين، إذا كانت الجملة اسمية من قبيل (زيد قائم) أو (زيد ليس بقائم) بأن يراد بالأول بعثه إلى القيام وبالثاني زجره عنه وإن كان الاستعمال صحيحا ممكنا كأن يقول الوالد لولده (أنا مسافر غدا وأنت معي) ومراده طلب السفر معه.
وأما في مورد الفعل الماضي فربما قيل إنه لم يثبت أو لا يصح أيضا كما عن السيد الأستاذ (قده) (1).
لكنه ليس بواضح فإنه يشيع استعماله في الدعاء ك (رحمك الله وأعزك) كما يستعمل في معنى الامر إذا كان جزاء ك (إذا استيقن إنه زاد في صلاته ركعة أعاد صلاته) وربما استعمل فيه ابتداء كقوله عليه السلام (أجزء امرؤ قرنه آسى أخاه بنفسه) (2).