عن غيره في ذلك، بل هو ثابت في حق كثير من الرواة حتى الضعفاء منهم.
(فإنه يقال) المقصود بالعبارة المذكورة إكثاره الرواية عن الثقات وإكثار الثقات الرواية عنه، ولا شك إن هذا أمر ممدوح وصفة عالية في الشخص في مقابل ما يذكر في شأن بعض الرواة كمحمد بن خالد البرقي من أنه يروي عن الضعفاء والمجاهيل، فإنه يعد نوعا من المدح والذم في حقه.
وبالجملة لا يستفاد من العبارة المذكورة انحصار رواية جعفر بن بشير بما يرويه عن الثقات مضافا إلى أن هذه الاستفادة لا تخلو من غرابة في ناحية الرواة عنه فإنا لم نجد أحدا مهما بلغ من الجلالة والعظمة لا يروي عنه إلا الثقات حتى أن الأئمة المعصومين عليهم السلام كثيرا ما روى عنهم الوضاعون والكذابون.
ويشهد لما ذكرناه ما قاله الشيخ في التهذيب فإنه بعد أن أورد روايتين لجعفر بن بشير، الأولى: عمن رواه عن أبي عبد الله والثانية عن عبد الله بن سنان أو غيره عنه عليه السلام (1). قال بصدد النقاش في الخبر المحكي بهما (أول ما فيه أنه خبر مرسل منقطع الاسناد لان جعفر بن بشير في الرواية الأولى قال عمن رواه، وهذا مجهول يجب اطراحه، وفي الرواية الثانية قال عن عبد الله بن سنان أو غيره، فأورده وهو شاك فيه وما يجري هذا المجرى لا يجب العمل به). فيلاحظ أنه قدس سره لم يعبأ في إسقاط الرواية بالارسال بكون المرسل هو جعفر بن بشير، وهذا لا وجه له لو كان جميع مشايخه ومن يروي عنهم من الثقات فتأمل (2).