قاعدة لا ضرر ولا ضرار - تقرير بحث السيستاني - الصفحة ١٤
كتابه (1).
(1) توضيحا لما أشار إليه مد ظله لا بأس بذكر أمرين مستفادين مما ذكره دام ظله في شرح مشيخة التهذيبين:
الأول: إنه ربما يتصور - ولعله هو التصور السائد - إن جميع من يكون للشيخ طرق إليهم في المشيخة إنما يروى الأحاديث المبدوءة بأسمائهم في التهذيبين من كتبهم مباشرة، - ولعل الأصل في هذا التصور هو عبارة الشيخ نفسه في مقدمة المشيخة - ولكن هذا غير صحيح، بل التحقيق إن رجال المشيخة على ثلاثة أقسام:
الأول: من أخذ الشيخ جميع ما ابتدأ فيه باسمه من كتابه مباشرة، وهم أكثر رجال المشيخة كمحمد بن الحسن الصفار، ومحمد بن الحسن الوليد، وعلي بن الحسن بن فضال وغيرهم.
الثاني: من أخذ الشيخ جميع ما ابتدأ فيه باسمه من كتابه مع الواسطة، وهو بعض مشايخ الكليني ومشايخ مشايخه كالحسين بن محمد الأشعري، وسهل بن زياد، فهؤلاء إنما ينقل الشيخ رواياتهم بواسطة الكافي.
الثالث: من أخذ الشيخ بعض ما ابتدأ فيه باسمه من كتابه مباشرة وبعضه الاخر من كتابه مع الواسطة، وهم جماعة منهم خمسة ذكرهم الشيخ تارة مستقلا بصيغة (وما ذكرته عن فلان...)، وأخرى تبعا في ذيل ذكر أسانيده إلى آخرين بصيغة (ومن جملة ما ذكرته عن فلان...) وهؤلاء هم الحسن بن محبوب، والحسين بن سعيد، وأحمد بن محمد بن عيسى، والفضل بن شاذان، وأحمد بن محمد بن خالد البرقي، فإن هؤلاء وإن نقل الشيخ من كتبهم بلا واسطة ولكن نقل عنها أيضا بتوسط غيرهم ممن ذكرهم بعد إيراد أسانيده إليهم، فالبرقي - مثلا - قد ذكره الشيخ مرتين: تارة بعد ذكر أسانيده إلى الكليني بقوله (ومن جملة ما ذكرته عن أحمد بن محمد بن خالد ما رويته بهذه الأسانيد، عن محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد...) وذكره مرة أخرى مستقلا بقوله (وأما ما ذكرته عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي فقد أخبرني...) فهذا يقتضي أنه (قده) قد اعتمد في نقل روايات البرقي على كتابه تارة - وإليه ينتهي سنده الأخير - وعلى الكافي تارة أخرى - وإليه ينتهي سنده الأول -.
وعلى هذا فلا يمكن لنا بمجرد ابتداء الشيخ باسم البرقي وأضرابه استكشاف أن الحديث مأخوذ من كتبهم مباشرة.
الثاني: إن في القسم الثالث حيث ينقل الشيخ روايات الشخص من كتبه على نحوين:
مباشرة تارة ومع الواسطة أخرى، هل يمكن تمييز أحد النحوين عن الاخر أم لا؟ ذكر مد ظله إن ذلك ممكن في بعض هؤلاء ومنهم البرقي فإنه متى ابتدأ به بعنوان (أحمد بن محمد بن خالد) فالحديث مأخوذ من الكافي، ومتى ابتدأ به بعنوان أحمد بن أبي عبد الله فالحديث مأخوذ من كتبه مباشرة، وهذا مضافا إلى أنه مقتضى ظاهر عبارة المشيخة حيث فرق بين القسمين في التعبير كما تقدم فهو مقرون ببعض الشواهد الخارجية منها إن الملاحظ أن كل رواية في التهذيبين ابتدأ فيها الشيخ بعنوان أحمد بن محمد بن خالد موجود في الكافي - كما تحققته بالتتبع - لاحظ ج 3 ح 910 و ج 6 ح 352، 358، 366، 369، 372، 608، 697، 850، 886، 1158. و ج 7 ح 28، 35، 36، 44، 45، 56، 651، 709. و ج 9 ح 383، 413، 415، 465، 467، 470. و ج 10 ح 67، 115، 208، 262، 452، 803، 805، 872، 901، 903، 931، 937، وليس كذلك ما ابتدء فيه بعنوان أحمد بن أبي عبد الله فإنه قد يوجد في الكافي وقد لا يوجد فيه كما في ج 1 ح 1056، 1144. و ج 2 ح 415. و ج 3 ح 295، 486، 711. و ج 6 ح 258، 329، 878، 1060.
وبهذا يتجلى صحة ما ذكرناه من أنه كلما ابتدأ الشيخ بعنوان (أحمد بن محمد بن خالد) فإنه يكون قد أخذ الحديث من كتاب الكافي فلا يمكن عده مصدرا مستقلا في مقابله.