التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ٣٤٢
المحركة إلى الغنى ويسبح ما دام عاملا فإن الاشتغال بالعمل يقطعه عن نظم القرآن والدعاء والتسبيح من أفضل الأذكار المفصولة ويدعو ما دام خاليا بالمأثور أو غيره وإلا الغرض الاستغراق بالذكر وورد الرخصة بغيره ففي النبوي زاد المسافر الحداء والشعر ما كان منه ليس فيه خناء أي فحش وفي بعض النسخ حنان أي طرب ويرفق بالسير في الأرض الخصبة ويعجل في المجدبة ويكثر السير في الليل وهو الدلجة بالفتح والذم كما في النهاية فورد في النبوي عليكم بالدلجة فإن الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى بالنهار وسئل أبو جعفر (ع) يقول الناس تطوى لنا الأرض بالليل كيف تطوى قال هكذا ثم عطف ثوبه ووردت الأخبار مستفيضة في الحث على السير آخر الليل والتحذير عنه أقله وأن الشيطان يبث عفاريته بعد العشاء يضلون الناس وهذا مما جربنا كثيرا وفي نهج البلاغة لا تسر في أول الليل فإن الله جعله سكنا وقدره مقاما لا ظعنا فأرح فيه بذلك وروح ظهرك فإذا وقفت حين يشطح السحر أو ينفجر الفجر فسر على بركة الله بل لا يبعد تخصيص الدلجة بآخر الليل كما في رواية الكليني إياك والسير في أول الليل وعليك بالتعريس والدلجة من لدن نصف الليل إلى آخره ومما ينسب ينسب إلى أمير المؤمنين (ع) - اصبر على السير والادلاج في السحر - فما في القاموس من أنه السير أول الليل كأنه اشتباه ويسير البردين كما في حديث أمير المؤمنين (ع) ولا ينزل بكرة ما لم يصر اليوم حارا فهو من السنة ويؤمر أحدا من الرفقة يكون إليه المرجع لالتزام الرأي في تعيين الطرق والمنازل وتدبير مصالح السفر إذ لا تظام في كثرة الآراء وليكن الأمير أحسنهم خلقا ومواساة وأوسعهم صدرا وأرفقهم بالأصحاب وأحفظهم للوفاء وورد في النبوي إذا كنتم ثلاثة فأمروا أحدكم وله عليهم حق الوالي على الرعية وهو مسؤول عنهم يوم القيامة وليحذر كل الحذر عن تعدد الأمراء فإن إثمه أكبر من نفعه ولو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ويعين الرفقة ببدنه ويواسيهم بماله وهما من حسن الصحابة ولا ينفرد عنهم فإن في الاجتماع مصلحة له ولهم ويحرس متاعه ونفسه تحفظا عن غوائل السفر فإذا كانوا جماعة تحارسوا بالنوبة إذا نام واحد حرس آخر وهو من السنة ويقيم على المريض ثلاثا وهو من الحق ولا يصحب من يكفيه فورد عن أبي جعفر (ع) إذا صحبت نحوك ولا تصحبن من يكفيك فإنه مذلة للمؤمن وهو يشمل الحضر أيضا وفي بعض النسخ ولا حرسا ولا شاعرا ولا ساحرا ولا كاهنا ولا منجما ولا جلالة ولا كلبا والحرس بفتح الراء خدم السلطان المرتبون لحفظه وحراسته والواحد حرسي منسوبا إليه وقد يستعمل الحرس اسم جنس كما في النهاية وهو المراد هنا والشاعر والساحر قد عرفتهما فيما سبق والكاهن من يتعاطى الكهانة وهي الاستعانة على المغيبات بقوة النفس بعد تهييجها بحركة نفسانية أو جسمانية وقطع التفاتها عن ما لو فاتها وتوجيهها برمتها نحو المطلوب والمنجم من يقول بقدم الأفلاك والنجوم ولا يقول لها بمفلك ولا خالق وهم فرقة من الطبيعيين يستمطرون بالأنواء معدودون من فرق الكفر في كثير من مسفورات الخاصة والعامة يعتقدون في الانسان أنه كساير الحيوانات يأكل ويشرب وينكح ما دام حيا فإذا مات بطل واضمحل وينكرون جميع الأصول الخمسة وأما هؤلاء الذين يستخرجون بعض أوضاع السيارات وربما يتخرصون عليها بأحكام مبهمة متشابهة ينقلونها تقليدا من بعض ما وصل إليهم من كلمات الحكماء الأقدمين مع صحة عقايدهم الاسلامية فغير معلوم دخولهم في المنجمين الذين ورد فيهم من المطاعن ما ورد والجلالة الدابة المتغذية بالجلل وقد ورد كراهة الحج والعمرة على الإبل الجلالات وأما الكلب فالأسود البهيم منه أشد كراهة والحكم في صحابة هؤلاء في السفر والحضر واحد وإن كان في السفر أشد ومن ثم ذكرت بالخصوص بل ينبغي أن يصحب من يتزين به ومن يرى له من الفضل عليه كما يرى له عليه فورد عن أبي عبد الله (ع) أصحاب من تتزين به ولا تصحب من يتزين بك وهو يشمل الحضر أيضا وعن أمير المؤمنين (ع) لا تصحبن في سفر من لا يرى لك من الفضل عليه ما ترى له عليك ويرفق بالراحلة وإلا فليستعد للخصومة غدا وقد سبق أن المنبت لا ظهرا أبقى ولا أرضا قطع ويتحفظ عن جنايتها والمشهور ضمان الراكب ما تجنيه بيديها دون ما تجنيه برجلها وكذا القائد كما في الصحيح وغيره وفي رواية إذا وقف فعليه ما أصابت بيدها ورجلها وإن كان يسوقها فعليه ما أصابت بيدها ورجلها أيضا وفيما تجنيه برأسها قولان ولم يفرقوا في ذلك بين الأعمى وغيره وهو لا يخلو عن وجه وحيث يحكم بالضمان ففي تعيينه عند الاجتماع وجوه متشابهة أشبهها تقديم القائد فالراكب سيما في جناية الرأس ومنهم من قطع بالتشريك ومن الرفق بها أن ينزل عنها أحيانا في أثناء السير ففيه خيرات حسان ففيه إقامة السنة النبوية وترفيه الدابة فلكل كبد حرى أجر واتقان المعيشة إن كانت من ماله ومسرة المكاري إن كانت من ماله ورياضة النفس بمشي الأقدام والتحرز عن ضعف الأعصاب وخدرها وهيجان البواسير وعرق النساء بطول الركوب ولا ينام عليها فإنه يثقل بالنوم وتتأذى به الدابة وأكثر ما يكون الدبر منه و يستعد للسقوط إلا نومة خفيفة وهي الغفوة أو إذا كان في محمل يمكنه الاحتفاظ والتمدد فهو يوجب انتشار الثقل ويقل المحذور ولا يجلس عليها بجمع الرجلين متربعا أو غيره من هيئات الجلوس ولو في حالة السير بل يمد رجليه على هيئة الراكب أو المراد الوقوف بها راكبا للتحدث أو غيره وفي النبوي لا تتخذوا ظهور دوابكم كراسي وفيه لا تتوركوا على الدواب ولا تتخذوا ظهورها مجالس وفي آخر لا يتخذ ظهرها مجلسا يتحدث عليها وفي آخر لا يقف على ظهرها إلا في سبيل الله ولا يحملها فوق طاقتها ولا يكلفها من المشي ما لا تطيق ولا يرتدف عليها ثلاثة فإن أحدهم ملعون وسئل أبو عبد الله (ع) متى أضرب دابتي تحتي قال إذا لم تمش تحتك كمشيها إلى مزودها أي مرتعها ولا يضرب
(٣٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 347 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الطهارة 16
2 باب جرايم الجوارح 17
3 باب التوبة 24
4 باب التدارك 27
5 باب الحد والتعزير 28
6 باب الجناية 35
7 باب ذمايم القلب 40
8 باب الصبر 42
9 باب الحلم 45
10 باب النصيحة 47
11 باب حب الخمولة 49
12 باب التواضع 52
13 باب الفقر 57
14 باب الزهد 60
15 باب السخا 63
16 باب الرضا 65
17 باب الشكر 66
18 باب الرجاء والخوف 68
19 باب قصر الامل 70
20 باب النية 72
21 باب الاخلاص 75
22 باب الصدق 79
23 باب التوحيد والتوكل 80
24 باب تطهير السر عما سوى الله 83
25 باب الماء 88
26 باب الأخباث وتطهيرها 90
27 باب آداب التخلي 95
28 باب الاتفاث وازالتها 96
29 باب آداب التنظيف 97
30 باب الاحداث ورفعها 100
31 باب الوضوء 102
32 باب الغسل 104
33 باب التيمم 110
34 كتاب الصلاة 111
35 باب الشرايط 112
36 باب الأوقات 118
37 باب المكان 121
38 باب اللباس 125
39 باب القبلة 127
40 باب النداء 129
41 باب الهيئة 130
42 باب الآداب والسنن 132
43 باب المكروهات 135
44 باب وظائف يوم الجمعة والخطبتين 136
45 باب آداب العيدين وسننهما 137
46 باب آداب الآيات وسننها 138
47 باب الجماعة 139
48 باب الخلل 141
49 باب التعقيب 145
50 باب الدعاء 146
51 باب فضل قراءة القرآن 148
52 كتاب الزكاة 150
53 باب التعداد والشرايط 150
54 باب المقادير والنصب 153
55 باب المصرف 154
56 باب الأداء 155
57 باب الخمس 156
58 باب المعروف 158
59 باب آداب المعطى 159
60 باب آداب الآخذ 162
61 كتاب الصيام 163
62 باب الشرايط 165
63 باب الهيئة 167
64 باب الآداب 168
65 باب فوايد الجوع 173
66 باب الاعتكاف 174
67 كتاب الحج 175
68 باب الشرايط 177
69 باب الهيئة 178
70 باب المحرمات 181
71 باب الخلل 190
72 باب حرمة الحرم 195
73 باب الزيارات 196
74 كتاب الحسبة 198
75 باب الجهاد 198
76 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 201
77 باب إقامة الحدود 203
78 باب الفتيا 205
79 باب القضا 206
80 باب الشهادة 209
81 باب اخذ اللقيط 212
82 باب الحجر 212
83 كتاب البر 214
84 باب العطية 214
85 باب العتق 217
86 باب التدبير 219
87 باب الكتابة 220
88 باب النذر والعهد 220
89 باب اليمين 222
90 كتاب الكسب 224
91 باب الآداب 227
92 باب البيع 229
93 باب الربا 234
94 باب الشفعة 236
95 باب الشركة 237
96 باب القراض 238
97 باب الجعالة 240
98 باب الإجارة 242
99 باب المزارعة 244
100 باب المساقاة 245
101 باب احياء الموات 245
102 باب الغصب 248
103 باب اللقطة 250
104 باب السبق 251
105 باب الدين 252
106 باب الرهن 253
107 باب الضمان 254
108 باب الحوالة 255
109 باب الوكالة 256
110 باب الكفالة 257
111 باب الوديعة 258
112 باب الاقرار 259
113 باب الصلح 259
114 كتاب النكاح 260
115 باب التعداد والجدوى 260
116 باب المحارم 263
117 باب الولاية 271
118 باب العقد 272
119 باب الصداق 274
120 باب الخلوة 277
121 باب الحقوق 279
122 باب النشوز 281
123 باب الفسخ 282
124 باب الطلاق 284
125 باب الخلع والمباراة 286
126 باب الظهار 287
127 باب الايلاء 288
128 باب اللعان 289
129 باب العدد 290
130 باب الولد 294
131 باب القرابة 300
132 كتاب المعيشة 300
133 باب الطعام 301
134 باب الأكل 309
135 باب الشرب 312
136 باب الضيافة 313
137 باب اللباس 314
138 باب الطيب 315
139 باب المسكن 316
140 باب المنام 317
141 باب التحية 319
142 باب الكلام 321
143 باب الإخاء 326
144 باب المعاشرة 328
145 باب العزلة 333
146 باب الورد 335
147 باب السفر 338
148 كتاب الجنايز 343
149 باب المرض 343
150 باب الوصية 345
151 باب العيادة 346
152 باب الاحتضار 349
153 باب التغسيل 350
154 باب التكفين 351
155 باب التشييع والتربيع 353
156 باب الصلاة على الميت 354
157 باب الدفن 355
158 باب التعزية 357
159 باب الهدية للميت 357
160 باب زيارة القبر 358
161 كتاب الفرايض 358
162 باب الأسباب والطبقات 358
163 باب الموانع 360