المؤمن من علة أو ذلة أي غالبا والترديد لمنع الخلو فلا بد وأن يبتلى ولو في كل أربعين يوما بما يزكيه ولو بعثرة أو اختلاج عين فإنه زكاة البدن كما مر في كتاب الزكاة ويسترجع في المصيبة فورد وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة ويذكر الله بالمأثور وهو الحمد لله الذي لم يجعل مصيبتي في ديني والحمد لله الذي لو شاء أن تكون مصيبتي أعظم مما كانت لكانت والحمد لله على الأمر الذي شاء أن يكون فكان و كذا كلما ذكرها فعن أبي عبد الله (ع) من ذكر مصيبته ولو بعد حين فقال إنا لله وإنا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين اللهم أجرني على مصيبتي واخلف علي أفضل منها كان له من الأجر مثل ما كان أول صدمه ويئن المريض أنينا خفيفا يخف به بعض ما به وورد أن آه اسم من أسماء الله وأن أنين المريض آه دعاء ويعصب الرأس أي يشده بالعصابة بكسر الفاء وهو مما يردع المادة عن تصاعدها إلى الدماغ وينام أي يتمدد على الفراش استعانة على الصبر على ما به و توقيا عن التشدد والتجلد للبلاء فإن فيه رائحة من مقاومة القهر الإلهي أو الأول علة للنوم والثاني لاختيار الفراش والمعنى الاحتراز عن النوم على الأرض لأنه يوجب اشتداد البلاء أي توجع الأعراض المريضة ويستشفى بالذكر ومن المأثور فيه يا رب يا رب عشر مرات والدعاء فإنه شفاء من كل داء كما سبق في بابه والصلاة يصليها المريض أو أمه وقد روي عن الصادقين صلوات الله عليهم أذكار وأدعية وصلوات كثيرة للعافية عموما وخصوصا مذكورة في مكارم الأخلاق وطب الأئمة والمصباح وغيرها والقرآن قال الله (تع) وننزل من القرآن ما هو شفاء و رحمة للمؤمنين وفي الحديث خذ ما شئت لما شئت لا سيما الفاتحة فورد عن النبي صلى الله عليه وآله أنه شفاء من كل داء إلا السام يعني الموت وعن العالم (ع) من نالته علة فليقرء في جيبه أم الكتاب سبع مرات فإن سكنت وإلا فليقرءها سبعين مرة فإنها تسكن وعن أبي عبد الله (ع) لو قرأت الحمد على ميت سبعين مرة ثم ردت فيه الروح ما كان عجبا وورد الاستشفاء بسورة الأنعام أيضا و ببركات أنفاس المؤمنين ومس أيديهم ودعواتهم وأسئارهم من المشارب والمطاعم وبالتربة الحسينية على مشرفها السلام أكلا وتعفيرا ويحتمي فإنه رأس كل دواء وعن أبي الحسن (ع) أنه ليس شئ أنفع في البدن من إمساك اليد إلا عما يحتاج إليه وعن أبي عبد الله (ع) ليس الحمية من الشئ تركه إنما الحمية من الشئ الاقلال منه ويداوى بالأدعية الشرعية والطبية المباحة ما أمكن فورد عن النبي صلى الله عليه وآله برواية الفريقين تداووا عباد الله ما من داء إلا وله دواء إلا السام وورد في عدة روايات تقدم بعضها أن نبيا من الأنبياء مرض فقال لا أتداوى حتى يكون الذي أمرضني هو الذي يشفيني فأوحى الله إليه لا أشفيك حتى تتداوى فإن الشفاء مني وليكن بعد ظهور المرض فعن أبي عبد الله (ع) من ظهرت صحته على سقمه فعالج نفسه بشئ فمات فأنا إلى الله منه برئ وعن أبي الحسن (ع) ادفعوا معالجة الأطباء ما اندفع الداء عنكم فإنه بمنزلة البناء قليله يجر إلى كثيره وعن أمير المؤمنين (ع) امش بدائك ما مشى بك وفي آخر تجنب الدواء ما احتمل بذلك الداء فإذا لم يحتمل الداء فالدواء وعلى الطبيب أن يحتاط في معالجة المريض فيتثبت في تشخيص المرض والفحص عن السبب وسبر العلامات واختيار الدواء المجرب المناسب للفصل والمزاج كل ذلك في حال سكون نفسه واجتماع باله ويستعين بالدعاء ويرى الشفاء من الله لا من دوائه بل يعده سببا من الأسباب التي ربط بها المسببات في هذا العالم ويستبشر في وجه المريض ويمنيه العافية انشاء الله (تع) وفي الحديث إنما سمي الطبيب طبيبا لأنه يطبب نفوس المرضى ولا يتساهل في أمره فإنه إن أخطأ في علاجه وجنى بفعله ضمن في ماله وإن كان حاذقا مأذونا على المشهور بل نقل عليه الاجماع لأنه شبيه عمد وإن لم يأثم ما لم يفرط كالضارب للتأديب وعن أمير المؤمنين (ع) من تطبب أو تبيطر فليأخذ البراءة من وليه وإلا فهو ضامن وفي خر أنه (ع) ضمن ختانا قطع حشفة غلام و من طب الأئمة (ع) ما رواه الفريقان عن أمير المؤمنين (ع) فيمن اشتكى إليه وجع بطنه أنه أمره أن يستوهب من مهر امرأته أو يستقرض منه شيئا طيبة به نفسها ثم يشترى به العسل ويمزجه بماء السماء فيشربه قال فإني سمعت الله يقول في كتابه وأنزلنا من السماء ماء مباركا وقال يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس وقال إن طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا وإذا اجتمعت البركة والشفاء والهنيئ والمرئ شفيت انشاء الله ففعل فشفي ويحتجم عند الحاجة إليه فورد الأمر بها أكثر من الفصد قال رسول الله صلى الله عليه وآله احتجموا فإن الدم ربما يتبيغ بصاحبه فقتله والأحب أن يكون في يوم السبت أو الأحد أو عشيته أو الاثنين أواخر النهار منه أو الثلاثاء فإنه صحة للبدن وهو المريخ والدم ولكن ورد أنه أحرى أنه لا يهيجوه في يومه وفي منظومة أمير المؤمنين (ع) وإن رمت الحجامة فالثلاثاء ففي ساعاته هرق الدماء أو الخميس لا سيما آخر خميس من الشهر أول النهار واختلفت الروايات في الأربعاء وربما يجمع بينها بالرخصة لمن تبيغ به الدم لا سيما إذا فعل ذلك خلافا على أهل الطيرة كما في بعضها وكذا الجمعة وورت الرخصة لمن قرأ آية الكرسي وعن أمير المؤمنين (ع) أن فيه ساعة لا يحتجم فيها أحد إلا مات وروي أنها عند الزوال وأما أيام الشهر فمن يوم سبع عشرة إلى الهلال ففي كل يوم شفاء وبركة كما ورد وأحبها يوم الثلاثاء سبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين لا سيما الثلاثاء سبع عشرة فهو دواء لداء سنة كما في النبوي وورد فيه برواية أبي سعد الخدري مثله في كل من الأيام الثلاثة مشروطا بمصادفته الثلاثاء كما قيدناه فلا يعرف لنفي التسوية وجه بل لا يحضرني اختيار الأيام الثلاثة في غيرها فالوجه تقييدها جميعا بالثلاثاء ويكون نفي التسوية في السبع عشرة بسبب وقوعه في روايتين إحديهما مختصة به والأخرى ثلاثية وبالجملة ما يوهمه العبارة من اختيار الثلاثة مطلقا هو أعرف
(٣٤٤)