الصمود والتصدي في ساحة الصراع الحاسم في ميدان الكر والفر الأول والأساس..
فكان ان بادرة المسلمون إلى تشبيك المدينة بالبنيان وذلك في مواقع الضعف المشار إليها. وهذه الاجراءات كلها قد حالت دون استخدام قوات كبيرة في مهاجمة المدينة الا من جهة الخندق، وهي قد أصبحت مشلولة بسبب حفر الخندق تجاه الهدو فيها غير أن هذا الذي ذكرناه لا يعني ان يمر القادم من مكة على ثنية الوداع، وهي الجهة الشمالية للمدينة. فان طريق المسافرين، الذين تضمهم في الغالب قوافل صغيرة محدودة العدد ليس كطريق الجيوش الضخمة التي تضم ألوفا كثيرة من الناس ومن وسائل النقل المختلفة، حسبما المحنا إليه..
وبذلك يتضح: ان من الممكن ان نتفهم انه لا مانع من أن تأتي الجيوش إلى جهة ثنية الوداع من جهة الشام، ولكن المسافرين يأتون من طريق اخر. ولا يمر القادم من مكة على ثنية الوداع ولا يراها، كما جاء في النص التاريخي (1) يقول مصطفى طلاس:
" وبحفر الخندق استطاعت قيادة الجيوش الاسلامي ان تعزل قوات العدو عن مكان التجمع الرئيسي للقوات المدافعة عن المدينة، وان تحول بينها وبين اقتحام مداخل المدينة، لأن هذه المداخل أصبح من الممكن حراستها بعد حفر الخندق