مناقشة ما تقدم:
ونحن نسجل هنا النقاط التالية:
أولا: ان الآية القرآنية التي استدل بها رحمه الله تقول:
﴿والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة، ويطيعون الله ورسوله، أولئك سيرحمهم الله، ان الله عزيز حكيم﴾ (١).
فإذا كان تفريع الامر بالمعروف والنهي عن المنكر دليلا على أن المراد بالولاية هو تولي أمور بعضهم البعض، كما ذكره قدس الله نفسه الزكية، فما هو وجه تفريع إقامة الصلاة وايتاء الزكاة على ذلك؟!.
ولم لا يفهم من الآية: أنها - فقط - في مقام اعطاء حق الامر بالمعروف والنهي عن المنكر للمؤمنين جميعا، فهي تجعل لهم الولاية بهذا المقدار، لا أكثر؟!.
بل لم لا يفهم منها: أنها في مقام اعطائهم حق الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، بسبب محبة بعضهم بعضا، أو بسبب كون بعضهم تابعا لبعض، ومطيعا له، أو بسبب نصرته له، ونحو ذلك، فقد ورد للولي معان كثيرة، ومنها: المحب. والصديق، والنصير.
والولي: فعيل، بمعنى فاعل، من وليه إذا قام به، قال تعالى: ﴿الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور، والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت، يخرجونهم من النور إلى الظلمات﴾ (2).
بل إن من يلاحظ آيات اعطاء الولاية للمؤمنين وسواها من الآيات، يخرج بحقيقة: أن الله سبحانه يريد للناس المؤمنين أن يكونوا أمة واحدة، وبمنزلة الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء. وكل