والمسلمين. ونحن نعلم: أن عليا (ع) كان في كل أعماله مخلصا لله تعالى كل الاخلاص. وقد قدمنا الإشارة إلى موقفه حينما قتل عمرو بن عبد ود فلا نعيد.
فالظاهر أن الصحيح: هو أنه ناشده الله والرحم، واستقبله بعورته فانصرف عنه. وهو بلاء تعرض له أمير المؤمنين مع غيره أيضا، كعمرو بن العاص، وبسر بن أبي أرطأة في وقعة صفين، كما هو معلوم.
نعم لقد انصرف عنهم جميعا، بدافع من كرم النفس، وطاعة الله.
فهو حين يقتل قومه يقتلهم طاعة لله، وحين ينصرف عنهم ينصرف لكرم النفس والنبل والشرف، وطاعة لله أيضا. حيث لم يكن ثمة حاجة للتذفيف عليه، مع مشاهدة ما لا يحسن مشاهدته منه - عورته - وقد علم أن الله سيقتله من ضربته تلك، التي فلقت هامته إلى موضع لحيته.
ولا ننسى أن نشير هنا إلى أنه إذا بلغ السيف إلى موضع لحيته، فإنه لن يكون قادرا على مناشدة أحد.
د: من قتل أصحاب اللواء:
ان من الثابت: أن عليا أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام، هو الذي قتل جميع أصحاب اللواء وكانوا أحد عشر رجلا، ولا يعتنى بتفصيلات طائفة من المؤرخين في من قتل هذا، ومن قتل ذاك، ونستند في ذلك إلى ما يلي:
1 - قال الطبري، وابن الزبير، وغيرهما: (وكان الذي قتل أصحاب اللواء علي، قال أبو رافع: قال: فلما قتلهم أبصر النبي (ص) جماعة من المشركين الخ).
وستأتي المصادر الكثيرة جدا لهذا النص حين الكلام عن مناداة جبرئيل: