ونحوها. فالاسلام حياة. ولا يطلب فيه الموت والشهادة الا من أجل هذه الحياة.
والاسلام هو السلام حتى في حال الحرب، وهو الحياة فيما يراه الناس الموت، والراحة في ما يراه الناس التعب، والسعادة في ما يراه الناس الشقاء والآلام. انه سلام شامل وكامل، فإذا بلغ الانسان هذا السلام الشامل، فهو المسلم الحق. وهكذا كانت صفية رضوان الله تعالى عليها، حتى أصبح ما جرى لأخيها قليلا في ذات الله، وصار سلاما لها وعليها.
التعصب:
ولما قتل حمزة رضوان الله عليه، بعث النبي (ص) عليا (ع) فأتاه ببنت حمزة، فسوغها (ص) الميراث كله (1).
وهذا يدل على أنه لا ميراث للعصبة على تقدير زيادة الفريضة عن السهام الا مع عدم القريب، فيرد باقي المال على البنت، والبنات، والأخت والأخوات، وعلى الام، وعلى كلالة الام، مع عدم وارث في درجتهم، وعلى هذا اجماع أهل البيت (ع)، واخبارهم به متواترة.
ويدل على ذلك أيضا قوله تعالى: (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) فعن الإمام الباقر (ع) في هذه الآية: (ان بعضهم أولى بالميراث من بعض، لان أقربهم إليه رحما أولى به. ثم قال أبو جعفر (ع): أيهم أولى بالميت، وأقربهم إليه؟ أمه، أو أخوه؟ أليس الام أقرب إلى الميت من اخوته وأخواته؟!) (2).
وللتوسع في هذا البحث مجال آخر.