الرعب القاتل:
قد تقدم معنا: أن عمر بن الخطاب قد كان وهو فار مرعوبا من أمير المؤمنين (عليه السلام)، الذي تبع الفارين، وهو يقول لهم: شاهت الوجوه، وقطت، ولطت، وبطت. إلى أين تفرون؟ إلى النار؟ ويقول:
بايعتم، ثم نكثتم، فوالله لأنتم أولى بالقتل ممن أقتل الخ..
ولكنهم قد استمروا في هزيمتهم لا يلوون على شئ، والرسول يدعوهم في أخراهم. حتى بلغوا الجبل، وبلغوا صخرة فيه.
وفشا في الناس: أن الني (صلى الله عليه وآله وسلم) قد قتل، فقال بعض المسلمين، من أصحاب الصخرة في الجبل: ليت لنا رسولا إلى عبد الله بن أبي، فيأخذ لنا أمانا من أبي سفيان قبل أن يقتلونا. وقال أناس من المنافقين: لو كان نبيا ما قتل، ارجعوا إلى دينكم الأول. وفي النهر: أن فرقة قالوا: نلقي إليهم بأيدينا، فإنهم قومنا، وبنو عمنا (1).
وهذه الكلمة، تدل دلالة واضحة على أن هذه الفرقة كانت من المهاجرين، لا من الأنصار.
فجاءهم أنس بن النضر، فقال لهم: إن كان محمد قد قتل، فما تصنعون بالحياة بعده؟! فقاتلوا على ما قاتل عليه، وموتوا على ما مات