وقال له أنصاري: متى نقاتلهم يا رسول الله، ان لم نقاتلهم عند شعبنا.
وقال آخر: اني لا أحب أن ترجع قريش إلى قومها لتقول: حصرنا محمدا في صياصي يثرب وآطامها، فتكون هذه جرأة لقريش، وها هم قد وطأوا سعفنا، فإذا لم نذب عن عرضنا فلم ندرع؟!.
وقال آخر: ان قريشا مكثت حولا تجمع الجموع، وتستجلب العرب في بواديها، ومن اتبعها من أحابيشها، ثم جاؤونا قد قادوا الخيل، واعتلوا الإبل، حتى نزلوا ساحتنا، فيحصروننا في بيوتنا وصياصينا؟ ثم يرجعون وافرين لم يكلموا؟!، فيجرؤهم ذلك علينا، حتى يشنوا الغارات علينا، ويصيبوا أطلالنا، ويضعوا العيون والأرصاد علينا. مع ما قد صنعوا بحروثنا، ويجترئ علينا العرب حولنا الخ... وثمة كلام آخر هنا يروى عن حمزة وغيره لا مجال له هنا، فمن أراد المزيد فعليه بمراجعة المصادر.
وأبى كثير من الناس الا الخروج، فنزل (ص) على رأي غالبية الناس، ثم دخل بيته ليلبس لامة الحرب. ففي هذه الأثناء أدركهم الندم على اصرارهم على النبي (ص) واستكراههم له، وهو أعلم بالله وما يريد، ويأتيه الوحي من السماء.
فلما خرج النبي (ص) عليهم وقد لبس لامته، ليتوجه مع أصحابه إلى حرب قريش، قالوا: يا رسول الله، امكث كما أمرتنا. فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): ما ينبغي لنبي إذا أخذ لامة الحرب أن يرجع حتى يقاتل (1).