الآية.
وروي بسند رجاله ثقات: أنه بعد أن جاوز النبي (ص) ثنية الوداع، إذا هو بكتيبة خشناء، فقال (ص): من هؤلاء؟ قالوا: عبد الله بن أبي بن سلول في ستمائة من مواليه اليهود. فقال: وقد أسلموا؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال: مروهم فليرجعوا، فإننا لا ننتصر بأهل الكفر على أهل الشرك. أو: فإننا لا نستعين بالمشركين على المشركين (١).
الخيانة وآثارها:
ان من الطبيعي: أن يكون لانخذال ابن أبي ورجوعه بمن معه من المنافقين أثر سئ على نفوس المسلمين ومعنوياتهم، فان حدوث الخيانة هذه قد كانت أحد الأسباب الرئيسية لتهيؤ بعض المسلمين نفسيا للهزيمة في المعركة، وهم بنو حارثة، وبنو سلمة.
وقد حكى الله ذلك بقوله: ﴿إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا﴾ (2).
وقد جاءت هذه الخيانة في لحظات حرجة وحساسة، قد مهدت الطريق، ومنحت العذر لمن تبقى من المنافقين للفرار في أحرج اللحظات، وأخطرها على الاسلام والمسلمين بصورة عامة.
وهذا يؤيد، ويؤكد سلامة موقفه (ص) في ارجاعه في غزوة بدر من لم يكن مسلما، وعدم قبوله باشتراك بعض اليهود في حرب أحد، حيث أرجع كتيبتهم كما سلف. ولذلك شواهد كثيرة في حياته (ص) يجدها