ودفع جبريل في صدره، فوقع على ظهره، ووقع السيف من يده، فأخذ النبي (ص) السيف، وقال له: من يمنعك مني؟ قال: لا أحد، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله. فأعطاه (ص) سيفه، فرجع إلى قومه، وجعل يدعوهم للاسلام. ونزلت هذه الآية: (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم، إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم) (1) الآية.
ولعل هذه هي نفس غزوة ذي القصة، التي يقال: إنها في المحرم سنة 3 ه. كما يظهر من المقارنة بينهما.
سرية القردة:
وفي جمادى الأولى، في السنة الثالثة، كانت غزوة القردة، وكان أميرها زيد بن حارثة، في أول امارة له. وذلك: أن نعيم بن مسعود قدم المدينة مشركا، فشرب الخمر مع بعض أصحابه، وذلك قبل تحريم الخمر (مع أننا قد قلنا فيما سبق: أن الخمر كانت قد حرمت في مكة)، وأخبرهم بالعير (2).
وذلك: أن قريشا قالت: (قد عور علينا محمد متجرنا، وهو على طريقنا).
وقال أبو سفيان، وصفوان بن أمية: ان أقمنا بمكة أكلنا رؤوس