وكان مع المشركين أيضا: وحشي غلام جبير بن مطعم، الذي وعده سيده بالحرية، ان هو قتل محمدا، أو عليا، أو حمزة، بعمه طعيمة بن عدي، فإنه لا يدري في القوم كفؤا له غيرهم (1).
فقال وحشي له - أو لهند -: أما محمد، فلن يسلمه أصحابه، وأما حمزة فلو وجده نائما لما أيقظه من هيبته، وأما علي فإنه حذر مرس، كثير الالتفات (2) وسيأتي: أنه تمكن من الغدر بحمزة، أسد الله وأسد رسوله.
سؤال وجوابه:
ويرد هنا سؤال: وهو أنهم إذا كانوا قد أخرجوا معهم النساء لئلا يفروا، فلماذا فروا حين حميت الحرب، وتركوا النساء؟!.
والجواب عن ذلك سيأتي حين الكلام عن هذا الموضوع، إن شاء الله تعالى.
وصول الخبر إلى المدينة:
ويقولون: ان العباس بن عبد المطلب كتب إلى النبي (ص) يخبره بمسير قريش، وبكيفية أحوالهم، وبعددهم، مع رجل غفاري، على أن يصل إلى المدينة في ثلاثة أيام، فقدم الغفاري المدينة، وسلم الكتاب إلى النبي (ص)، وهو على باب مسجد قباء، فقرأه له أبي بن كعب، فأمره (ص) بالكتمان (3).