ويحمونه من ملاحقة المشركين، حتى يضطر طلحة لان يرجع القهقرى، وهو حامل رسول الله (ص). ثم يدافع عنه كلما أدركه أحد من المشركين؟!
كما أنه لم يثبت تاريخيا عودة من كانوا في أعلى الجبل إلى ساحة الحرب - وطلحة منهم - بل الثابت خلافه، كما سنرى إن شاء الله.
إشارة هامة:
ويقولون: انه لما كانت وقعة أحد اشتد الامر على طائفة من الناس، تخوفوا أن يدال عليهم الكفار، فقال رجل لصاحبه: أما أنا فاني ذاهب إلى ذلك اليهودي، فآوي إليه، وأتهود معه، لعله ينفعني إذا وقع أمر، أو حدث حادث. وقال الآخر: أما أنا فاني ذاهب إلى فلان النصراني في الشام، واتنصر معه، فأنزل الله: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء) (1).
وقد روى ابن طاووس في الطرائف، والعلامة في نهج الحق هذه الرواية عن السدي، الذي روى عنه ابن جرير، وابن أبي حاتم وغيرهما.
وقد صرح السدي بأن الرجلين هما عثمان، وطلحة. وأنهما استأذنا النبي (ص)، وألحا عليه في ذلك. كما أن رواية أخرى عن عكرمة تقول:
(كان طلحة والزبير يكاتبان النصارى وأهل الشام) (2)، فقد صرحت الرواية باسم طلحة في تفسير نفس هذه الآية. والرجل الاخر قد اختلف فيه، فقال عكرمة هو الزبير، وقال السدي هو عثمان.