محاولة التركيز على بعض الجوانب الايجابية فيها، ثم نشير إلى بعض المختلقات في هذا المجال، ولا سيما حول طلحة، وسعد بن أبي وقاص، فنقول:
مواقف وبطولات:
1 - مع أنس بن النضر، وابن السكن وأصحابه:
ان موقف أنس بن النضر ليدل على فهمه العميق للاسلام، وادراكه أن الاسلام لا يرتبط بالشخص والفرد، حتى ولا بالنبي نفسه، الذي جاء به من عند الله من حيث هو شخص وفرد (1). تماما على عكس الرؤية التي كانت لدى الذين فروا، حتى انتهوا إلى الصخرة. فالحق - عند أنس هذا - لا يعرف بالرجال، وانما تعرف الرجال بالحق.
قال أمير المؤمنين: (انك لم تعرف الحق، فتعرف من أتاه، ولم تعرف الباطل، فتعرف من أتاه) (2).
وهذه النظرة على درجة من البعد والعمق، فإنه إذا تجسد الدين بالشخص، فان القضاء على ذلك الشخص يكون كافيا في القضاء على ذلك الدين. وهذه هي إحدى السياسات التي ينتهجها أعداء الله والانسان في حربهم لله ورسوله، على مدى الأجيال.
هذا، ولا يقل موقف ابن السكن والرجال الخمسة الأنصاريين عن موقف أنس، فإنه لما تفرق القوم عن رسول الله (ص) وهاجمه المشركون، قال (ص): من رجل يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله؟ فقام زياد بن السكن - أو ولده عمارة - في خمسة من الأنصار، فقاتلوا حتى قتلوا،