الله سبحانه إليه يأمره بالمسير إليهم.
وقدم (ص) ثلاثة نفر من أسلم، فلحق اثنان منهم القوم بحمراء الأسد، وهم يأتمرون بالرجوع، فبصروا بهما، فرجعوا إليهما فقتلوهما.
ومضى (ص) حتى نزل حمراء الأسد فدفن الرجلين، وأقام هناك ثلاثة أيام. وأوقد المسلمون نارا عظيمة - خمسمائة نار - فذهب صيت عسكرهم ونارهم إلى كل جانب، فكبت عدوهم بذلك.
ومر معبد الخزاعي - وهو مشرك - بعسكر المسلمين، وهو في طريقه إلى مكة. وكانت خزاعة عيبة نصح لرسول الله، مسلمهم وكافرهم، فأظهر تألمه مما أصاب المسلمين في أحد.
فلما بلغ أبا سفيان وأصحابه أخبرهم: أن محمدا يطلبهم في جمع لم ير مثله، وأن هذا علي بن أبي طالب، قد أقبل على مقدمته في الناس (1). وقد اجتمع معه من كان تخلف عنه، وقد ندموا على ما صنعوا، وأنهم يتحرقون عليهم. وأن نواصي الخيل قد تدركهم قبل أن يرتحلوا.
فدب الرعب في قلوب المشركين، وأسرعوا بالرحيل. والتقوا بركب من بني عبد القيس قاصدا المدينة، فوعدهم أبو سفيان أن يعطيهم ما يرضيهم إذا هم أبلغوا رسول الله أن قريشا آتية لحربه.
وأرسل معبد يخبر رسول الله بحقيقة الامر.
وبعد إقامة النبي (ص) ثلاثة أيام عاد إلى المدينة.
أسيران يقعان في أيدي المسلمين:
وأخذ النبي (ص) في طريقه ذاك رجلين من قريش، هما معاوية بن المغيرة بن أبي العاص، وأبو عزة الجمحي.