واستشهد على ذلك أيضا بقوله تعالى: ﴿يا داود انا جعلناك خليفة في الأرض، فاحكم بين الناس بالحق﴾ (١). وبقوله تعالى: ﴿إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح﴾ (٢). وبقوله تعالى: ﴿ثم جعلناكم خلائف في الأرض﴾ (3).
ورتب على ذلك: أنه بعد وفاة النبي (ص)، وفقد الامام، وتحرر الأمة من الطاغوت، تمارس الأمة دورها في الخلافة الزمنية، ويكون دور المجتهد المرجع هو الشهادة والرقابة على الأمة.
وقال ما ملخصه: ان الله هو رب الأرض وخيراتها، ورب الانسان والحيوان، فالانسان مستخلف على كل ذلك. ومن هنا كانت الخلافة في القرآن أساسا للحكم. وقد فرع الله الحكم بين الناس على جعل داود خليفة. ولما كانت الجماعة البشرية هي التي منحت - ممثلة بآدم - هذه الخلافة، فهي اذن المكلفة برعاية الكون، وتدبير أمر الانسان، والسير بالبشرية في الطريق المرسوم للخلافة الربانية.
وهذا يعطي مفهوم الاسلام الأساسي عن الخلافة، وهو أن الله تعالى قد أناب الجماعة البشرية في الحكم، وقيادة الكون واعماره، اجتماعيا وطبيعيا. وعلى هذا الأساس تقوم نظرية حكم الناس لأنفسهم، وشرعية ممارسة الجماعة البشرية حكم نفسها بوصفها خليفة عن الله.
وفي عملية اعداد وتربية الأمة يتولى النبي والامام مسؤولية الرقابة والشهادة على الأمة، ومسؤولية الخلافة، ليهئ الأمة لتحمل مسؤولياتها في الوقت المناسب. وبعد أن فقد الإمام (ع)، بسبب ظروف معينة