الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - السيد جعفر مرتضى - ج ٦ - الصفحة ٢٥٦
أما نحن فنشير إلى الأمور التالية 6 ألف: موقف الرسول من المثلة بحمزة:
انهم يقولون: انه بعد أن وضعت الحرب أوزارها في واقعة أحد، سأل (صلى الله عليه وآله وسلم) عن عمه حمزة بن عبد المطلب، فالتمسوه، فوجدوه على تلك الحالة المؤلمة، حيث كانت هند أم معاوية، وزوجة أبي سفيان قد مثلت به، فجدعت أنفه، وقطعت أذنيه، وبقرت بطنه، واستخرجت كبده، فلاكتها، ولم تستطع أن تسيغها، إلى غير ذلك من ممارسات وحشية تجاه تلك الجثة الطاهرة. تقدمت الإشارة إليها.
فجاء (صلى الله عليه وآله وسلم)، فوقف عليه، فيقال: انه (صلى الله عليه وآله) لما رآه في تلك الحالة قال: (لولا أن تحزن صفية، وتكون سنة من بعدي، لتركته حتى يكون في بطون السباع، وحواصل الطير (1).
أو قال: لسرني أن أدعك حتى تحشر من أفواه شتى (2)، ولئن أظهرني الله على قريش يوما من الدهر في موطن من المواطن لأمثلن بثلاثين رجلا منهم) (3).
والمسلمون أيضا قالوا: (والله، لئن أظفرنا الله بهم يوما من الدهر، لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب) (4).

(١) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٤٨، وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٤١، ومغازي الواقدي ج ١ ص ٢٨٩، ومجمع الزوائد ج ٦ ص ١١٩، ومستدرك الحاكم ج ٣ ص ١٩٦.
(٢) دلائل النبوة للبيهقي ط دار الكتب العلمية ج ٣ ص ٢٨٨.
(٣) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٤٦، وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٤١.
(٤) راجع: الدر المنثور ج ٤ ص ١٣٥، ودلائل النبوة للبيهقي ط دار الكتب العلمية والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٤٦، والسيرة النبوية لدحلان (بهامش الحلبية) ج ٢ ص ٥٣، والسيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ١٠١، والكامل في التاريخ ج ٢ ص ١٦١، وسيرة ابن إسحاق ص 335.
(٢٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 ... » »»
الفهرست