(ص) في طلبهم لخمس خلون من ذي الحجة، وجعل أبو سفيان وأصحابه يلقون بجرب السويق (1) تخففا للهرب، فجعل المسلمون يأخذونه، ولم يدركهم المسلمون، فعادوا إلى المدينة بعد خمسة أيام (2).
قال العلامة الحسني: (وانقلب فرار أبي سفيان عليه خزيا وعارا، بعد أن كان يظن أن غزوته هذه ترفع من شأنه، وتعيد إلى قريش شيئا من مكانتها) (3).
غزوة ذي أمر:
وفي أول سنة ثلاث، أو لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول، كانت غزوة ذي أمر، ولربما تكون هي غزوة غطفان. جمع فيها دعثور بن محارب في ذي أمر، جمعا من بني ثعلبة بن محارب لحرب الرسول، أو ليصيبوا من أطراف المدينة، فخرج الرسول (ص) إليهم، وأصاب أصحابه (ص) رجلا يقال له: جبار (أو حباب)، فأسلم، ودلهم على الطريق إليهم، فسمعوا بمسير الرسول (ص)، فهربوا في رؤوس الجبال (4).
ويذكر هنا: انه أصاب الرسول (ص) مطر كثير، فنزع (ص) ثوبيه، ونشرهما على شجرة، واضطجع بمرأى من المشركين. واشتغل المسلمون في شؤونهم، فنزل إليه دعثور (زعيم المشركين الغطفانيين) حتى وقف على رأسه، قم قال: من يمنعك مني اليوم؟ فقال (ص): الله.